نسوق الأعذار العذر تلو الآخر لبعض اخوتنا ففي قول الرسول صلى الله عليه وسلم حكمة «التمس لأخيك سبعين عذرا فإن لم تجد فاتهم نفسك» لم نطبقها والذي نتابعه هو قلة الدبرة فينا جميعا مواطنين ونواب ووزراء وقياديين!
نحن أكثر الناس على وجه هذه البسيطة ممن يفرط في استخدام مفردات «سنفعل، سنقوم بعمل كذا وكذا، سنقضي على الفساد، سنطبق القانون ونحاسب الجميع، ننوي دراسة، ننوي تنفيذ…. إلخ» وفي مراجعة للافعال نجد لا شيء يذكر سوى بعض قرارات أتت كردود أفعال وصلت إلى حد استخدام القوة ودخول نواب السجن المركزي!
وما أعجبني وأنا بين كثرة القول وقلة الدبرة في بعض القياديين هو بيتين شعريين من قصيدة للأخ الفاضل الشاعر الفذ حمود البغيلي:
يا كثر ما قلت أبسوي وبآسوي.. ولا فيه شي من اللي قلت سويته راحت حياتي وانا اطري وانا انوي.. واللي بغيته نسيته يوم خليته!
نعم… نحن أكثر الناس اتفاقا على الالتزام في الدستور الكويتي، ولا «نسوي» فعليا ما يثبت حسن النية على أرض الواقع… ونحسن طباعة الخطط التنموية على نحو إنشائي وننساها ما أن ننتهي من تلاوتها!
دور انعقاد يمر ويحسن بعض النواب في تصوير وضعنا التشغيلي المتدهور لاعضاء الحكومة من وزراء ورئيس حكومة وبين توجيه اللوم وتقديم المساءلة تجد البعض يصطاد بالماء العكر وتدخل هنا المصالح الشخصية مع العلم بأن القضايا المطروحة يجب من باب الالتزام الاخلاقي بحثها والعمل على معالجتها لكنها الأنفس وإفرازاتها السبب وراء تعطيل عجلة التنمية!
منذ الثمانينات ونحن نبحث عن مستشفى، جامعة، سكن، كهرباء، طرق، مشاريع تخدم المواطن لكن لا شيء على ارض الواقع!
أشغلتنا الصراعات وامتد الصراع إلى بعض الأقطاب وغاب صوت العقل والحكمة وأصبح القانون في مجلدات تدرس في كلية الحقوق ولا تطبق وان تم تطبيقها فهي مسيسة وتكيل بمكيالين!
يعتقد بعض الأطراف انهم هم «الصح» والبقية يجب عليها اتباع ما تطرح وإن كان هو الفساد بعينه ولا نعني هنا مجموعة المعارضة ولا مجموعة الموالاة… نحن نتحدث عن أوامر تخرج من هنا وهناك واستشارات لم تكن موفقة في عرضها!
واليوم تحكم المحكمة ويثور الشارع ويبدأ الصراع بين أحبتنا ونذكر هنا بقول المصطفى عليه الصلاة والسلام « الناس متساوون كأسنان المشط ليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى»… فالتاريخ لا يمكن مسحه من الذاكرة حتى وان كانت مخزنة على «الفلاش ميموري» التي نوى تطبيقها وزير التربية السابق!
ونذكر الحكومة بأسنان مشط وزراء سابقين ومسطرة وزراء آخرين… طاحت الأسنان وإختفت المسطرة وهو ما أضاع علينا فرص قياس أحوال البلد والعباد!
فهل فهمتوا الآن سبب ضياع مصالح العباد وتخلف الدولة في كل الميادين بما فيها الرياضة… الله المستعان!
Twitter: @Terki_ALazmi
terki.alazmi@gmail.com
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق