صالح الشايجي: ورطة المقاطعين

وأخيرا انهار الجدار وتدفقت المياه وسارت في مجاريها صافية نقية تكاد العين ترى فيها كل وجه صبوح.
بانتهاء الانتخابات النيابية الأخيرة خرجنا من حالة الانسداد والاحتقان والتوتر والغيمية، وهذا ما يوجب على الذين قاطعوا الانتخابات وشحذوا سيوفهم وغرزوها في خاصرة القانون الانتخابي الجديد وفي خواصر المرشحين والمشاركين في الادلاء بأصواتهم إيمانا منهم بسلامة الاجراءات القانونية والدستورية المتعلقة بمرسوم الضرورة الخاص بتعديل آلية التصويت، على هؤلاء المقاطعين أن يدركوا أن معركتهم انتهت وأنهم اجتهدوا بقدر استطاعتهم وانهم مارسوا ما يظنونه استحقاقا سياسيا ودستوريا، وذلك ـ كل لا جل ـ ما يتعين عليهم فعله، كما ان عليهم الخروج من مرحلة الهواية إلى مرحلة الاحتراف في العمل السياسي والذي مارسوه على طريقة الهواة لا المحترفين، لذلك هم لم ينجحوا في مسعاهم في إفشال الانتخابات! وتوجه الكويتيون الى صناديق الاقتراع وأفرزوا مجلسهم الذي يريدون.

وما على المقاطعين – بقواعدهم ونخبهم – إلا التسليم بالنتيجة والتعامل مع الواقع بعيدا عن توتير الأجواء والمشاكسة والمماحكة والمشاغبة في الساحة السياسية التي لم تعد تحتمل مزيدا من التوتر والشحن والتسخين، فإما أن يؤمنوا بالواقع ويتعاملوا معه بحرفية سياسية ويعدوا عدتهم للإلتحاق بالركب البرلماني بعد أربع سنوات ستكون لهم بمنزلة فرصة لتعلم أصول العمل البرلماني المنجز من خلال متابعتهم لأداء البرلمان الجديد، أو أنهم ينسحبون من المسرح السياسي بشكل عام ويطلقونه طلقة بائنة لا رجعة فيها.

ومن خلال متابعتي للأسلوب الذي سار عليه المقاطعون خلال الفترة السابقة على يوم الانتخابات، فقد اكتشفت تدني أدائهم وضعف حججهم، ما ألجأهم مع الأسف لتسلق حبال الكذب واختراع قصص وهمية لا تنطلي على أحد ممن يعرفون الحالة السياسية الكويتية، وصاروا يخاطبون الرأي العام الخارجي من اجل تشويه سمعة الكويت الوطن والشعب، وهذا ما أفقدهم – ومع الأسف – الكثير الكثير من المصداقية وشكك في حسهم الوطني، وهو – أيضا – الأمر الذي استغربه حتى المراقبون الدوليون العارفون بالسياسة الكويتية وكيفية مجرياتها وقنواتها.

والحالة السياسية الكويتية لن تخسر بانسحاب المقاطعين بل ربما كسبت وهذا هو الأرجح.

katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.