التشيللو هي آلة وترية من عائلة الكمان تتصف بالحجم الكبير نسبيا ويتم صنعها من الخشب مثلها مثل عائلتها التي تنتمي إليها وهي «الكمان»، ولآلة التشيللو أربعة أوتار وعند العزف عليها توضع بين ركبتي العازف وتسند على الأرض عن طريق عمود معدني مثبت في قاعدتها، ذلك شكل هذه الآلة وتلك فصيلتها، أما تاريخها فظهرت لأول مرة في عام 1560 في ايطاليا على يد صانع آلات الكمان «أندريا أماتي» وقام به على أساس أن تكون آلة مساندة تعطي بعض نغمات الكونترباص في الفرقة الموسيقية إلى أن أتى القرن التاسع عشر الذي جعل لها معزوفات منفردة وكان هذا على يد المؤلف «باخ» الذي ألف لها قطوعات خاصة منفردة دون مصاحبة آلات أخرى وكانت تلك نقطة البداية للتشيللو لتصبح آلة منفردة ينهال الكثير من المؤلفين للتأليف المنفرد له فأصبحت آلة لها استقلاليتها إذا أرادت، ذلك هو الإنسان عندما يريد أن ينفرد ويصبح لشيء قام به التميز ، وتلك هي نقطة بدايتنا «تشيللو الإنساني».
الإنسان عندما يمتلك الإرادة والتصميم على الوصول لا تعوقه أي معوقات وخير مثال عندنا لا للحصر هي آلة «التشيللو» تلك الآلة التي نشأت في بدايتها كآلة مساندة ولكن عندما أراد الإنسان جعل منها آلة منفردة تعزف بأجمل الأنغام، ورغم غلظة صوت أوتارها إلا أن الإنسان عندما أراد أن يجعل من ألحانها أنغاما تطرب مسامع البشر سخر كتاباته وفنه لها لكي تنغم بذلك، وكيف حدث هذا؟ بالمثابرة والمحاولة إلى أن خرج لنا أجمل النوتات الموسيقية التي انفرد التشيللو بالعزف لها.
تلك هي عبقرية الإنسان والذي يكمن في «العقل» الذي فضله الله عز وجل عن باقي الكائنات، فبالعقل والإيمان يؤديان إلى الإنجاز والابتكار، من يقول هذا مستحيل لا يقطن على وجه الأرض، فتلك الكلمة لم تعد تندرج في أزمنتنا لأن قوة الإنسان قامت بتهميشها، فالإنسان يقدر ليس فقط في مجال الفنون بل في جميع المجالات بأن يجعل من عقله دائرة انجازية مبدعة وإذا جعل الحياة تقوم على مبدأ جمع الإيمان والتصميم والمثابرة تكون حصيلتها أنغاما جديدة في عالمنا.
٭ كلمة وما تنرد: لا يحزنك أنك فشلت ما دمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد.
nermin-alhoti@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق