المظاهرات المفتعلة التي يحلو للمتذاكين ان يسموها «حراك» لا نرى لها وقودا سوى شباب القبائل من المغرر بهم!!.
والمشكلة ليست في الشباب المتحمس ولكن المشكلة في المحرضين المختفين في الظلام أو المجاهرين بتحريضهم بحثا عن بطولة قبل ان يدخلوا السجن على خلفية اقتحام المجلس.
ولكننا اليوم نوجه خطابنا الى عبدالله النيباري ومحمد الصقر تحديدا. فالأول هو ممثل المنبر الديموقراطي ورئيسه، والثاني هو عراب التجمع الوطني والتحالف. فنقول للاثنين انكما وتجمعاكما هما من اعطى لمؤامرة الشعبي بالسعدون وافراخه الغطاء الوطني والسياسي. فبسبب اعلانكما مقاطعتكما للترشح والانتخاب، وتهور النيباري بتهديد منتسبي المنبر بالطرد ان شاركوا، فقد اصبح للمشروع السعدوني الاخواني شرعنة سياسية وطنية، واصبحوا يقولون ان الحراك يمثل جميع الكتل السياسية!.
الى هنا والامر مقبول والكل حر في توجهه وانتمائه. ولكن بما ان التجمع والمنبر أو بالاحرى التحالف الوطني هو جزء اصيل من المقاطعة والحراك الشبابي الرامي لاسقاط مرسوم الضرورة بالصوت الواحد عبر المسيرات والمظاهرات، فإننا نتمنى الا يقتصر هذا الحراك على ابناء القبائل وشبابها، بل نطالب بأن يكون ابناؤكم في مقدمة صفوف المتظاهرين، وان تكون كوادركم بين جمهور المتظاهرين. لكي تكون مشاركتكم قد دفعت حصتها من الشراكة في حراك الشباب القبلي. كما نطالب بأن تخرج المظاهرات الليلية من ديوان محمد الصقر وان يسير المتظاهرون امام بيت النيباري. لكي نرى تجمعات القوات الخاصة في الضاحية والنزهة والشويخ، فلا يجوز ان يدفع سكان الاندلس والجهراء ثمن هذه الشراكة وحدهم.
فهل نشاهد قنابل الدخان وهي قبالة بيت محمد الصقر أو خالد الخالد بدلا من حرق منزل مواطن في صباح الناصر. ونقول للنيباري والصقر، لقد آن لكم ان تدفعوا حصتكم في هذه الشراكة القميئة، وألا تنفردوا بالمشاركة بجني الارباح دون دفع جزء من رأس المال، فهذه عقلية تاجر يريد ان يبيع ويشتري بمستقبل الآخرين.
اما اذا كانت هذه التظاهرات الليلية المخالفة للقانون والمهددة للأمن امراً مرفوضاً منكما، فاعلما بأنكما تشتركان شراكة كاملة في مسؤولية التبعات التي تترتب على هذه الفوضى.
– العم بوعبدالعزيز ينكر مقاطعته للمشاورات السامية قبل تكليف رئيس الوزراء بصفته رئيسا سابقا للمجلس بعلته بأنه خارج الكويت!!!
يعني يا بوعبدالعزيز ما كنت تدري انك مطلوب للمشاورات التقليدية؟! ام ان هذا تكرار لسوابقك الكريهة في التهرب من دعوات امراء الكويت بأعذار السفر الى الدوحة؟!
على أي حال نتمنى ان تكون في الدوحة لا في الزلفي، لأن صاحب السمو موجود في الدوحة وتستطيع ان تلتقيه لتكتمل المشاورات التي لم يحدد الدستور عنواناً جغرافياً لها.
ولكن بمعرفتنا بك فمن المؤكد انك في الزلفي! فهذه عيارة تعلمنا عليها.
– يبدو ان سمو جابر المبارك عائد الى رئاسة مجلس الوزراء، وليس لدينا تحفظ على ذلك في شخص سموه، ولانه خيار اميري دستوري لا يحق لنا او لغيرنا ان يتحفظ عليه.
ولكننا ننبه سمو الرئيس قبل ان نهنئه على هذه المسؤولية في هذا الظرف الشاذ عن تاريخ الكويت السياسي وعلى حياة المواطنين، ننبه سموه الى بعض الحقائق.
اولا. من غير الجائز ولا المقبول ان تستوزر سموك اي مواطن مهما كانت كفاءته او خبرته ممن كان مقاطعا للانتخابات. وليس ذلك من باب الانتقام ولكنه من باب المنطق، فكيف لوزير مقاطع ان يتعامل مع مجلس كل نوابه مشاركون؟! انها دعوة حكومية للتأزيم بلا سبب مقنع، ومن خالف الرغبة الاميرية كيف له ان يكون وزيرا يمارس سمو الامير صلاحياته عبره؟!
ثانيا. هناك وزراء مرفوضون شعبيا وسياسيا لا نتمنى ان نرى عودتهم لمجلس يبحث عن الانجاز والتعاون، حتى لا يكونوا بؤر توتر واسبابا لتغير المزاج النيابي المتعاون، وعلى رأس هؤلاء وزير الصحة ووزير العدل وكل وزير حدسي الهوى والنزعة.
ومجرد التفكير في وضع احد كوادر الاخوان على وزارة الاوقاف او النفط سيكون دعوة ترحيب للاخوان في تمكينهم من الانقضاض على الحكم.
ثالثا. لينظر سموه في تدبير المظاهرات المتزامنة، ثم ليحاول أن يتخيل ان هذه الأفعال من تخطيط عقل كويتي! فان اقنعت عقله بانها مظاهرات كويتية التخطيط والتنظيم والاعداد فان الكويت في خطر حقيقي من هذا الاستنتاج الطيباوي.
وان هداه فكره الى حقيقة المخطط او حتى الاشتباه به، فعلى سموه ان يخفف من تصريحاته عن احترام الاخوان او عدم تدخل اطراف خارجية في زعزعة الامن الكويتي.
فسوء الظن من حسن الفطن يا سمو الرئيس.
أعزاءنا
الطبطبائي يقترح وقف المسيرات اليومية والاكتفاء بمسيرة كرامة وطن!!.
هل يظن الطبطبائي بان الخروج من الحمام كالدخول فيه؟!! ألم نحذر من ان اللجوء للشارع سيفقد الداعمين له قدرتهم على التحكم فيه بعد حين؟!
الآن بدأتم تشعرون بانقلاب الأمر وفقدكم للسيطرة يا دكتور.. يا محترم؟!
نحن نتمنى على حراك الشباب ان يتظاهر في فريج الطبطبائي لنرى قنابل الدخان عنده، بدلاً من النزول في حوش بيت بالاندلس.
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق