لا يمر على الكويت أسبوع واحد إلا ويكون هناك مؤتمر أو ملتقى أو ندوة وحلقات نقاشية وورش عمل في جميع المجالات التعليمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ناهيك عن المؤتمرات الدولية الخارجية التي تشارك فيها وفود كويتية من كل الوزارات والهيئات ، كل تلك المؤتمرات والملتقيات تصدر عشرات الدراسات والبحوث وتطرح فيها محاضرات علمية وعملية قيمة من مختصين في مجالاتهم.. لكن الفائدة المنعكسة علينا من كل هذا تساوي صفرا وبكل أسى وأسف.
فلو نظرنا للتعليم على سبيل المثال باعتباره أساس كل تنمية في المجتمع لوجدنا الحالة التعليمية مستعصية اضافة للوضع التربوي أيضا وما يعانيه من تدهور في القيم التربوية والإخلاقية هذا مع العلم أن وزارة التربية تعقد سنويا العديد من المؤتمرات والندوات في مجالات المناهج والاتجاهات التربوية والتعليمية الحديثة، اضافة الى أكثر من ثلاثين مؤتمرا سنويا تعقدها جمعية المعلمين الكويتية تناقش المستجدات التعليمية والتربوية ولكن من ينظر لحال التعليم ومخرجاته ومستوى الطلبة واتجاهاتهم السلوكية فسيعرف أننا نتجه نحو الكارثة دون مبالغة.
المؤتمرات تعقد ويدعى لها الخبراء والمختصون الدوليون وترصد ميزانيات ضخمة لها وتحظى برعايات رسمية عليا ويستفيد وينتفع ماديا البعض ولكن المتابعة والتنفيذ للنتائج المستخلصة أمر منعدم بل غالبا ما نلاحظ القرارات الوزارية والتوجهات الحكومية تسير بعكس ما توصي به تلك المؤتمرات المكلفة جدا.
لا أتحدث هنا عن وزارة التربية فحسب بل ان الأمر ينسحب على سائر الوزارات والهيئات في الدولة التي لا تكتسب من من عقد المؤتمرات وجلسات الحوار سوى خلق تظاهرة بروتوكولية تسخر لها الامكانات لشهور سابقة وتؤلف اللجان لتنظيمها ونسمع الجعجعة ولا نرى الطحين.
كم مؤتمر عقدته وزارة الإسكان أو هيئتها وطرحت فيه الحلول والتوصيات ولاتزال القضية الاسكانية باقية مستعصية مزمنة، وكم مؤتمر عقد لمناقشة مشكلات العمالة والتركيبة السكانية ولاتزال هذه القضية تكبر وتستفحل، وكم من الجلسات والندوات والملتقيات في شأن الاستثمار والتجارة والاقتصاد ولاتزال الكويت تعاني من مشكلات وعراقيل تعترض تشجيع العمل التجاري وتعزيز فرص الاستثمار والسلسلة طويلة.
المشكلة أن عقلية الإدارة في الكويت لا تقوم على ثقافة التخطيط والاستناد إلى الدراسات والأسس العلمية في اتخاذ القرار، كل شيء يدار بعشوائية، وتسيطر على القرار الإداري حالة من المزاجية والمحسوبية والمصلحة والهوى.
المصدر جريدة النهار
قم بكتابة اول تعليق