حسن كرم: الديكان إنجازاته تتحدث عنه..



للمرة الثانية في خلال أقل من اسبوعين اعود للكتابة عن خلافات المعهد العالي للفنون الموسيقية بين العميد المقال الدكتور سليمان الديكان وبعض اعضاء هيئة التدريس في المعهد، بداية لابد من القول ان الاقالة كانت قرارا متسرعا من وزير التربية والتعليم العالي وبالتالي فالقرار سياسي اكثر منه قرارا فنيا وجاء للترضية والحد من الضغوط سيما ان الحكومة ووزراءها بين المطرقة والسندان، وكان على الوزير الا يغمط حق العميد في الدفاع عن موقفه او على الاقل للاستماع الى وجهة نظره في جو يخلو من الضغوط والتسويات..!!
لعلي هنا انا لا ادافع عن الدكتور الديكان ولا انا انصب نفسي محاميا عنه ولا لي مصلحة شخصية او مادية لا مع الدكتور الديكان او مع المعهد العالي بقدر ما يهمني وضع الحق في نصابه السليم لذا فعندما اقول ان الدكتور الديكان قد ظلم من جراء قرار متسرع وغير مدروس، لانه ما كان للوزير ان يرضخ لضغوط قلة من اعضاء هيئة التدريس المضربين فقط لانهم مسنودون من نواب او من نافذين، فالقرارات الصحيحة تحتاج الى رؤية صحيحة.
لقد كان على الوزير ان يأخذ في الحسبان انجازات العميد الديكان خلال الفترة القصيرة التي تولى فيها عمادة المعهد، فيكفي للرجل انجازا تأسيسه للفرقة الاوركسترالية الكويتية وقيادته لها وتأسيسه لفرقة احمد باقر الموسيقية وفرقة يوسف دوخي للفنون الشعبية والفرقة النسائية للفنون الشعبية النسائية، رغم ان هذا ليس من مسؤوليات او من اختصاص معهد اكاديمي تأسيس مثل هذه الفرق التي هي من اختصاص جهات ثقافية كوزارة الاعلام او المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ولكن عندما تنسى تلك الجهات دورها فكثر الله خير الديكان الذي تصدى لهذا العمل الرائع وهو عمل وطني كان على الوزير ان يشكره عليه لا ان يكون معولا للهدم ومصدرا للاحباط، والآن نتساءل ما مصير هذه الفرق بعد رحيل مؤسسها وراعيها، لقد غدوا ايتاما لان الهدف من محاربة الدكتور الديكان كان لتفرغه للانجاز لا للملهاة وضياع الوقت في التسلية او تقديم برامج في الاذاعة والتلفزيون، كما يفعل بعض اساتذة المعهد، لقد كان على الوزير ان يسأل اين انتاج او مخرجات المعهد خلال الاربعين عاما وهي الفترة التي مضت على المعهد منذ تأسيسه، هل من المعقول ان تتشكل هيئة التدريس في المعهد من (260) استاذا بينما يقل عدد الطلبة للنصف من عدد هيئة التدريس، هل من المعقول بعد اربعين عاما على تأسيس المعاهد الموسيقية لا توجد عندنا فرقة موسيقية من الكويتيين، اين يذهب الخريجون والاصح هو لا يوجد خريجون!!. المعهد الى هذه اللحظة يعتمد على المناهج المصرية ولجان الامتحانات تأتي من مصر بقيادة الدكتورة رتيبة الحفني، فأين الانجاز واين مخرجات المعهد، وعندما جاء الديكان ليصحح المعوج حورب لان الفاشلين والمغرضين لا يريدون ان يتزحزحوا من مقاعدهم..!!
لن يضير سليمان الديكان ان ترك العمادة او بقي فيها، ولكن اهم من الديكان ضياع ما انجز، فيكفي للرجل انه انجز وترك المعهد مرتاح الضمير واعماله تتحدث عنه.

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.