لا أظن ان الحراك الشعبي المعارض لمجلس الامة الجديد والمقاطع للانتخابات ترشحا وانتخابا سيفلح بتحقيق هدفه وهو سقوط او حل المجلس والدعوة لانتخاب مجلس جديد وفقا لقانون الدوائر قبل التعديل اي قانون 4×5، هذا في تصوري لن يحدث، لا من ضغط الشارع ولا حتى لو حصل اقتحام لقاعاته. مثلما حصل سابقا. فعلى قيادات المعارضة قراءة المستجدات جيدا.
وبغض النظر عن نتائج الانتخابات ونسبة المشاركة الشعبية. فالاهم من كل ذلك هو ان الانتخابات حصلت وكانت هادئة ونزيهة وغير ملوثة بالمال السياسي او بالانتخابات الفرعية المجرمة. إذاً فالرهان بفشل الانتخابات الذي راهن عليه المقاطعون قد فشل ونجحت الانتخابات.
الخروج الى الشارع وتنظيم المسيرات القانونية او غير القانونية لم يعد مجديا ولا مؤثرا، ولا حتى سيكون له صدى اعلامي او سياسي ناهيك عن الشعبي، بل في تصوري هو من قبيل اليأس والافلاس والخيبة التي جناها المقاطعون جراء الرهان الفاشل وجراء العناد والمكابرة وجراء الثقة الزائدة والنرجسية الطافحة والانانية التي يعاني من دائها بعض قيادات المقاطعة. والتي لا أمل من شفاء قريب منها. فهؤلاء سيموتون جسدا ويبقى الغرور والكبر والانانية والنرجسية وتعظيم الذات حياً في نفوسهم يحملونه في اكفانهم الى قبورهم، وقد صدق الشاعر عندما قال «لكل داءٍ دواء يستطب به ×× الا الحماقة أعيت من يداويها» لذلك يجب ان نشفق على هؤلاء ونشفق على الشباب الغر المخدوع والمعجب بهم الذي يهرول خلفهم دون تبصر او تمعن من العواقب..!!
نعود الى ما قلناه آنفاً ان الرهان على سقوط المجلس بضغط الشارع هو رهان خاسر وخائب، فكلما ضغط الشارع منح هذا الضغط (الشوارعي) المجلس والحكومة قوة وادراكا باهمية التعاون والتفاهم والانجاز.
عندما سقط مجلس (2009) سقط من الداخل بفعل تحريك الغوغاء وبفعل المؤامرة من داخل قاعة المجلس وبفعل الاقتحام في تلك الليلة السوداء. فلم يكن ثمة وسيلة ناجعة لدرء الفضيحة غير حل المجلس بعدما تم انتهاك قاعته وتدنيس طهارته، وسقوط مجلس (2012) المبطل حدث بقرار دستوري اخرس كل الالسن واعمى كل العيون، اما المجلس الوليد والحكومة المرتقبة فأمرهما مختلف شكلا ومضمونا، فالسلطتان تدركان جيدا انهما ولدتا من رحم ازمات سياسية كادت تطول نظام الدولة. وتدركان حقيقة المؤامرة والضغط عليها. لذلك فلا تظن والحال هذه ان تدخل (السلطتان) في خلافات طاحنة وفي سجالات عقيمة وضياع الجلسات دون تحقيق نتائج ملموسة على الارض.
وهذا يتأتى. في اجواء شعبية مفعمة بالتفاؤل والترقب.
ان السياسيين الذين يتخذون من الشارع سلاحا للمنازلة لا شك بأنهم عاجزون عن استخدام سلاح المنطق والعقل وبالتالي مفلسون وعليه فلا يخسرون شيئا اذا جروا غيرهم إلى طريق الافلاس، فهل يدرك خاصة الشباب خطورة الانجرار خلف هؤلاء السياسيين المفلسين..؟!!
ليكن الرهان على الدستور والقانون هذا اذا كان من هؤلاء من يخاف على البلد وعلى امنه السياسي واستقراره الاجتماعي، بدلا من النزوع للفوضى وتحدي القانون والدستور.
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق