هنالك شخصيات تمر في حياة كل منا تترك اثراً طيباً وتجارب واسعة منهم اخونا الكبير النائب السابق عبدالله يوسف الرومي، الذي بدأ الحياة البرلمانية عام 1981في مسيرة مشرفة، وكان احد اعمدة كتلة العمل الوطني وظل معطاء حتى المجلس الاخير نائباً للرئيس. المحامي عبدالله الرومي قام وبكل شجاعة بمبادرة الايام الاخيرة جمعت القوى السياسية ونواباً سابقين في محاولة لفهم الوضع القائم والتعامل الواقعي مع المرسوم الصادر بتعديل آلية التصويت والمشاركة في انتخابات ديسمبر 2012، ورغم تحفظه على التعديل، وهو من اشار اليه سراً وفي العلن في موقف واضح بأن الطريق للتعامل مع المرسوم الذي اصبح «واقعا» ليس التصادم انما اسقاطه داخل المجلس والذهاب الى المحكمة الدستورية وهو اجتهاد يحترم.
وسأكون شاهداً للتاريخ لأسجل انه في لقائنا في ديوان الرومي العامر يوم الاربعاء 7 نوفمبر عندما افتتح النقاش الذي دار قال: «إنني لن اترشح حتى لا يقال ان عبدالله الرومي جمعنا لكي يترشح»، وهو الذي يعلم جيداً انه ناجح لخبرته الانتخابية، لقد آثر الاخ عبدالله الرومي ترك المجال للشباب وتشجيعهم، وتحمل عبء الضغوط للترشح في الاجتماع الذي عقد في اليوم الثاني عند الاخ صالح الفضالة، وكان منسجماً مع نفسه. اقول للأمانة والتاريخ انني تشرفت بالعمل قليلا مع بو محمد في اقل من سنة في مجلس 2008 ــ 2009، وكانت الصدفة البحتة ان مكتبي كان لصيقا بمكتبه، ووجدت فيه مثال البرلماني المواظب في اللجان والجلسات، وهو كنز من الخبرات والمعلومات وشخصية تجمع الجد في العمل والمرح في العطل، اقول للاخ عبدالله الرومي: شكراً على عطائك، شكراً لالتزامك، شكراً لشجاعتك الادبية وتحملك وزر المسؤوليات البرلمانية طيلة 28 عاما ملازماً لجيل رائع من البرلمانيين الذين تركوا بصمة على العمل الساسي، وسيلاً من مشاريع القوانين. الاخ الكبير بو محمد شكراً لانني شخصياً نلت منك تقديراً بسيطاً ولفتات لم اجدها مع الكثير ممن عملت معهم فكراً وعملاً، واختتم ببيت شعر ردده النائب المخضرم عدنان عبد الصمد في اجتماع الرومي:
«ولقد نصحت قومي بمنعرج اللوى
فلم يتبين لهم نصحي إلا ضحى الغد»
كان هذا لسان حال النائب السابق عبدالله الرومي.
وفي الختام، حتى لا تفسر هذه المقالة بأي تأويلات، فان رجلنا عبدالله الرومي يستحق التقدير والثناء على عطائه واجتهاداته حتى لو اختلفنا معه.. وألا نبخس الناس حقهم.
د. محمد عبدالله العبد الجادر
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق