إقبال الاحمد: اقتراح لأكبر رأس في البلدية

للأسف أننا عندما نريد أن نريح القارئ من وجع السياسة.. نلجأ إلى الكتابة عن مواضيع أخرى خفيفة لعلها تنسينا هماً.. إلا أننا -وللأسف أيضا- نسحبكم الى همّ آخر ومن نوع آخر.. وتقبّلوا أسفي واعتذاري.

سؤال: متى آخر مرة رأيتم فيها حاوية زبالة نظيفة أو مغسولة؟ أنا شخصيا إذا ما أقبلت على حاوية لإلقاء أي شيء فيها أشعر بالتقزز من قذارتها، وكأن كل عصائر الأوساخ وأكياس الزبالة قد التصقت ونشفت عليها.. فباتت هي بأكملها تحتاج إلى من يلقيها في حاوية ضخمة.

هل رأيت بعمرك كله في الكويت حاوية وهي تُغسَل؟ أكيد هذا منظر غريب وغير مألوف أبدا عندنا.. وهل تعلم أن أحد بنود المناقصات القديمة التي تبلغ قيمتها ملايين الملايين.. هو أن على شركة التنظيف أن تقوم بغسل حاوية القمامة مرة بالأسبوع وأن هناك سيارة مخصصة لهذا الغرض؟!

أقدّر دهشتكم.. ولكن ما قرأته في مقال الزميل غنيم الزعبي يوم الثلاثاء، الرابع من ديسمبر الجاري، فاجأني وبهرني.. لأننا نشكو وساخة الشوارع وأكوام أكياس الزبالة المتراكمة في الحاويات.. وروائح العفن التي تهبّ علينا مع الريح بسبب بقاء الأكياس في مكانها أياما لعدم التزام شركات التنظيف بمواعيد جمعها.. ونشكو ونشكو ونشكو.. ولكننا لم نتخيل أن هناك أمورا صغيرة لم نفكر فيها وُضعت في بنود أي مناقصة للتنظيف مثل هذا البند.

وبما أننا نشعر بمسؤوليتنا تجاه هذا الوطن، ونرغب في المساعدة ليكون بلدنا جميلا.. وكل ذلك من دون مقابل وبعمل تطوعي بحت.. نتمنى من البلدية توزيع بنود النظافة المطلوبة من الشركات الفائزة بالملايين مع الصحف كلها حتى تصلنا ونتعرف عليها.. وأن نكون نحن العين الأخرى بدل العين النائمة في البلدية، التي تنام مع سبق الإصرار والترصّد، إما كسلا لعدم وجود من يتابعها ويحاسبها، رغم أنها تتقاضى راتبا لهذا الغرض بالذات.. أو لأنها متخاذلة.. ولو أني أرجِّح السبب الأول.

أتمنى أن يكون هناك جهاز في البلدية يتابع اتصالات المواطنين، كل من منطقته، للإبلاغ عن أي خلل في تنفيذ المطلوب من شركات التنظيف.. ومن ثم القيام باللازم مع جهاز البلدية.

يا جماعة شبعنا وساخة وبهدلة في هذا البلد.. وأنا متفائلة مع صناديق جمع القمامة الجديدة والسيارات التي بدأت تطل علينا يوما بعد يوم.. أن عصرا جديدا للنظافة بدا يلوح علينا.. ونتمنى أن تختفي العمالة الصفراء المغطاة بالشماغ الأحمر، التي تملأ شوارعنا من دون فائدة.. فهي تتجمّع في بقعة صغيرة تنقل التراب من هنا إلى هناك.. وتلف وتدور حتى تقف أي سيارة وتعطيهم المقسوم.

المنظر الحضاري أن تحل الآلة مكان البشر.. فبدل أن يقوم عشرة عمال بكنس مساحة صغيرة.. يمكن أن تتولى سيارة تنظيف صغيرة الموضوع بهدوء وأكثر نظافة وأسرع.. فيتم الاستغناء عن كمية عمالة التنظيف المبالغ فيها، التي لم تحقق الهدف منها.. إضافة الى مشاكلهم.. اقامات مخالفة.. بيئة غير صحية يعيشون فيها، وسرقة عرقهم بعدم الالتزام بدفع رواتبهم كاملة او في مواعيدها.. سرقات في الشوارع لأغطية المناهيل والمجاري والأسلاك.. إضافة إلى أي مصائب أخرى يمكن أن يقوموا بها لابتعادهم عن أسرهم.. وهذا كله لا يصبّ في مصلحة الوطن ولا في مصلحة العامل.

إذا لم نكن قادرين على الارتقاء بالعمالة لتقوم بواجبها المنوط بها، وعلى أكمل وجه، ومن دون مبالغة بعددها لتحقيق أغراض منافية للقانون.. وغير قادرين على تقديم كل الخدمات الانسانية لها.. فلنتوجه الى الحلول الأخرى الأكثر فاعلية.. واستبدال الانسان بالآلة قدر الإمكان.. والمزيد المزيد من المراقبة والمتابعة لمدى الالتزام بالشروط التي على الشركات المعنية القيام بها.. ونحن كلنا مستعدون لذلك.. تطوعا.

أتمنى أن أسمع ردا من البلدية على هذا المقترح الذي سبقني به الزميل غنيم..

إقبال الأحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.