هذه المسيرات المتفرقة التي تحصل في الدائرة الرابعة والخامسة على وجه الخصوص ومن قبل شباب متحمس لا تخدم قوى المعارضة بشيء وتشوه الصورة الحقيقية لبعض مطالبنا الدستورية، كما أنها تقلل من أعداد المؤيدين لقضيتنا الرئيسية خصوصاً مع ترويع الأهالي والأطفال، فما حدث من تمرد واضح في منطقة صباح الناصر وغياب بعض الشخصيات النيابية عن هذه الأحداث أمر يجعلنا نستوقف عنده ونتساءل لماذا لم يحضر بعض النواب لهذه المسيرات ليقوموا بتهدئة هؤلاء؟!
اعتقد أن الأمور خرجت عن السيطرة وأصبح شعار المرحلة (حارة كل من إيدو الو)، وصارت الكويت تئن من الفوضى سواء من قبل الحكومة التي أصبحت عاجزة عن معالجة الأمور وأصبح خيارها الأمني هو الوحيد، وكذلك الشعب الذي لا يمل من الفوضى وإثارة القلاقل لأنه يعتقد أنه الطريق الوحيد لاسترداد حقه، ولا أخفيكم سراً إذا قلت لكم ان الفوضى أصبحت هي المحرك الرئيسي لأمورنا اليومية، فلا خطط تنموية ولا خطط علاجية، وأجهزتنا الأمنية صارت تتحرك بعيداً عن دولة القانون، وتأخذ أوامرها من الغرف المغلقة دون حتى الرجوع للقائد الميداني! وصارت تتخبط في تحركها فتارة تتقدم وتارة تتراجع وتنسحب، ومسألة التفكير في استعمال الحرس الوطني أو الجيش لن يزيد الوضع إلا تعقيداً وهو جري سريع لنفق مظلم، فالشعب الذي يأس من ممارسات الحكومة ويريد التعبير عن رأيه ولو بطريقة شوارعية وخاطئة يجب أن يقابله تصرف حكيم من الحكومة دون احتكاك حتى لا تفقد الدولة هيبتها.
… ورغم كل ما سبق نحن لا نريد سوى حقنا الدستوري عبر القنوات الدستورية دون تدخل من أحد، وعندها سأضمن لكم استتاب الأمن وعودة هؤلاء الشباب لمدارسهم وجامعاتهم، فالرجوع للحق خير من التمادي في الباطل وهو حقن للدماء والحرمات، فالسيناريو الموجود اليوم لا يجعلنا نشعر أننا نعيش في الكويت.
إضاءة : زيارة أحد أبناء الأسرة الحاكمة لمنطقة صباح الناصر في ظل ما تشهده المنطقة من مسيرات وتصادمات مع القوات الخاصة برأيي أنها رسالة يجب أن تقرأ جيداً وأن تقرأ أهدافها.
Twitter : meshalalfraaj
Meshal-alfraaj@hotmail.com
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق