خالد الجنفاوي: شغب وتفريط في نعمة الأمن والأمان

“وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ” (النحل 18).
اعتقد أن المسيرات غير المرخصة والشغب الذي يرافقها هي بشكل أو بآخر هي تفريط بنعم الأمن والأمان. فكيف يجازف أحدهم في إضعاف أمنه الاجتماعي بيديه وهو يعلم تماماً عواقب هذا النوع من التصرفات الهدامة. فإحدى نعم الله عز وجل علينا ككويتيين هي تمتعنا بنعم الأمن والأمان والتآلف الوطني. فالمواطن الكويتي الحق هو من يقدر هذه النعم ويحرص على تكريسها في حياته اليومية ويعمل بكل ما يستطيع من قوة على إدامة الأمن والأمان في مجتمعه عن طريق إظهار احترامه لقوانين بلاده. أما ذلك الشخص الذي يتمادى في التعبير الانفعالي عما يزعم أنها وجهة نظره ويتبعها بتصرفات شخصانية تتنافى مع متطلبات السلم المجتمعي وتتعارض مع ثوابتنا الوطنية الكويتية, فهو بشكل أو بآخر يفرط في نعم الأمن والأمان. بل أن إتلاف الممتلكات العامة واستفزاز رجال الأمن وتعطيل مصالح المواطنين لا يتوافق أبداً مع السلوك الإسلامي السوي, ويتنافى كذلك مع الحس الوطني الكويتي.
إضافة إلى ذلك, المشاركة في الشغب وترويع الآمنين في مساكنهم أيضاً بطر وطغيان بنعم الأمن والأمان, فلا يحق لأحدهم أن يبث الخوف والقلق في قلوب الناس بزعم حرية التعبير عن إرادة الأمة ! ولا يحق لشخص واحد او لأشخاص عدة يمثلون توجهات فكرية أو سياسية معينة, استغلال إرادة الأمة أو سلمية مجتمعنا الكويتي وجنوح أهله نحو العقلانية والاعتدال وتجيير هذه الميزات الاجتماعية الإيجابية بهدف تنفيذ اجندات شخصانية ضيقة الأفق وأنانية. فمجتمعنا الكويتي مجتمع مسالم وإيجابي, ونحن نميل نحو الاعتدال في آرائنا وفي مواقفنا بسبب حرصنا على تكريس وحدة وطنية حفظت لنا خلال العقود والقرون الماضية تآلفاً أخوياً فيما بيننا وحرصاً شديداً على استتباب الأمن والأمان في ربوع هذا الوطن المعطاء.
فالإنسان الوطني فعلاً هو من يتعامل مع مجتمعه كأمانة في عنقه, فلا يعرضه للقلاقل ولا للفتن ولا يجلب له الشغب المدمر, بل أن المواطن الكويتي الحق يكون عوناً لوطنه وليس عوناً عليه, فالمسيرات غير المرخصة والشغب الفوضوي لا ينتجان سوى ما هو سلبي ومدمر للحياة الآمنة والكريمة. فإدامة نعم الأمن والأمان تبدأ وتستمر بشكر الله عليها, والاعتزاز بها, والحرص الشديد على إدامتها عن طريق اعتناق سلوكيات وتصرفات إيجابية وبناءة, وليس العكس. بوركت يا وطني الكويت لنا سكنا وعشت على المدى وطنا.

* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.