مفرج الدوسري: الطبطبائي… يولعها ويرثي قتلاها

اظن والله اعلم لو ان الدكتور وليد الطبطبائي كان من ضمن الرعيل الاول الذي اشرف على صياغة الدستور لجعل ايامهم قاتمة ولياليهم حالكة السواد، فيتحول الوئام الى شقاق والجمع الى فراق! ولأصبحت ساعات جلساتهم اياما وايامهم شهورا وشهورهم سنين! واعتقد والله اعلم ان مصير بعض زملائه في تلك الحقبة سيكون الموت كمدا وحسرة بسبب ضياع الوقت وقلة الانجاز، عندها لن يرى الدستور النور ولن ينعم الكويتيون بالديموقراطية ولكن الله قدر ولطف، فالرجل يعشق الجدل ويهوى الاثارة، وله في كل يوم قضية يتبناها بحماسة وفوضى، فيطول امدها وتتشعب!
٭٭٭
عقد الدكتور وليد الطبطبائي العزم على اقامة مسيرة في معقله (كيفان) على غرار ما يجري في المناطق الاخرى من مسيرات، ممنيا النفس بان يتصدرها طوال الليل ويجول بها الشوارع حتى بزوع الفجر، دون ان تخلو من مواجهة مع رجال الامن، ولكن كيف يتحقق له ذلك وهو يعلم يقينا ان احدا من ابناء دائرته لن يستجيب له؟ كيف السبيل؟ الحل في جعبة تويتر، فبعض التغريدات التي تنادى مطلقوها الى (الفزعة) وارسال (المدد) لدعم مسيرة السيد في كيفان كفيل بتحقيق ذلك، وهي بالطبع تغريدات غير مسؤولة لم يحسب مطلقوها للامور عواقب، وكذلك فعل الطبطبائي الذي لم يكلف نفسه توقع ما سيحدث حين يتحول ليل كيفان الى نهار، ويختنق اهلها بالغاز، وتقض مضاجعهم الفوضى والمطاردات والصافرات، وتقتحم عليهم منازلهم، سواء من الامن الذي يطارد المدد، او من المدد الذي يبحث عن ملاذ آمن، فتتحول الى (صباحية) اخرى مما يستدعي تدخل الاهالي للتصدي لما يجري وهو ما سينتج عنه اصطدام (المدد) بمن لم يطلبه! فتقع الكارثة يا بو مساعد، كارثة اخرى، اكبر مما حدث في الصباحية وصباح الناصر وغيرها من مناطق الكويت، والتي ذهب ضحيتها اطفال غرر بهم من افتقد الحكمة وحسن التدبير، فدفعت اسرهم ثمن ذلك غاليا!
٭٭٭
يستذكر الدكتور وليد الطبطبائي هذه الايام حادثة ديوان الحربش، ويتغافل انه كان احد الاسباب الرئيسية فيها، ويستشهد بالصور والفيديوات التي تدينه، فهو من امر الناس بالجلوس على الرغم من تحذير رجال الامن له وابلاغه بان التعليمات لديهم صارمة وستطبق، لكنه ضرب بما سمع عرض الحائط، فدفعوا ثمن تهوره وعناده!
٭٭٭
غرد وليد الطبطبائي (من قام بالقاء المولوتوف في الصباحية هو رجل بالمباحث يرتدي الزي المدني لتشويه المسيرات) وهذا غير صحيح، فكلنا شاهد الفيديو الذي يبين احد الاحداث وهو يرمي المولوتوف دون ادراك منه لخطورة فعلته، فلا تشكك يا الطبطبائي في رجال الامن، فما يقوم به المتجمهرون لا يرضي احدا، وردة فعل رجال الامن وقسوتهم غير مقبولة، ويكفي اهل الصباحية والرقة والمنقف ما هم فيه هذه الايام من فوضى، بسك.
< نقطة شديدة الوضوح:
يقول الدكتور وليد الطبطبائي (شاركت بكيفان وتجولت بالصباحية وكانت الامور طيبة بسبب غياب القوات الخاصة حيث عاشت الكويت لأول مرة ليلة هادئة بلا مصادمات)!! لا تعليق يا بومساعد، لا تعليق.

مفرج البرجس الدوسري
maldosery@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.