منذ ان خلقت الدنيا والدول تتآمر على بعضها البعض، وما قامت الحروب وسفكت الدماء وهجّرت الشعوب ودمرت المباني إلا كنتيجة لتلك المؤامرات الشريرة والدنيئة والتي كنا احد ضحاياها عام 1990، لذا ليكرمنا بسكوته كل من ينكر وجودها في الكويت هذه الأيام كونه إما جاهلاً أو… متآمراً على وطنه ولا يستطيع بالطبع الاعتراف بذلك.
***
وبالطبع لا يعلم بالمؤامرات التي تحاك إلا القلة القليلة جدا من القيادات المتورطة فيها وإلا لشاع السر وفشلت المخططات، وتستغل تلك القيادات التي تدفع لها الثروات الفاحشة في العادة براءة الشباب وحماسهم لدفعهم إلى تدمير بلدانهم عبر أعمال الفوضى والخراب والتدمير التي يقومون بها تحت رايات براقة جميلة، والتي تتلوها في كل مرة عمليات احتراب أهلي تسفك فيها الدماء وتقطع فيها الأعناق، ولا يختلف احد قط على ان عمليات تدمير العراق ولبنان وفلسطين والصومال وسورية والسودان واليمن ومصر وليبيا وغيرها تمت عبر نفس المعادلة اي قيادات متآمرة تقوم بما يملى عليها من الخارج وشباب متحمس ينفذ ولا يعلم انه يدمر نفسه بنفسه ويقضي على مستقبل بلده وهو يعتقد في كل مرة انه يؤدي عملا وطنيا يؤجر عليه.
***
ان ما على اي مواطن كويتي إلا ان يفرد خارطة العالم أمامه ويراقب ما يجري وسيكتشف منذ الوهلة الأولى حقيقة ما يحدث في الكويت والمنطقة، فشعوب القارات الخمس تشهد سلاما غير مسبوق في تاريخها بينما انحسرت الحروب الأهلية المعلن عنها وغير المعلن في دولنا العربية (سورية، لبنان، مصر، العراق، فلسطين، ليبيا، تونس، الصومال، السودان، الأردن.. إلخ) وهو أمر لا يمكن ان يحدث بالمصادفة البحتة وواضح ان المؤامرة المستقرة في منطقتنا العربية والتي تنوي جر بلدان خليجية الى ربيعها المدمر، تقوم أركانها كما ذكرنا على ثنائية القيادات المتآمرة والشباب المتحمس والشعارات الكاذبة الزائفة، ولن يطفئ النيران التي ستحرقنا جميعا اذا لم ننتبه لها ايها السادة الا.. ثنائية التوعية الإعلامية (العام والخاص) والحزم الأمني.. ولا شيء غير ذلك!
***
آخر محطة: كي لا يخدع أحد أحدا، لا علاقة لما يحدث بمرسوم الصوت الواحد، ولو لم يصدر المرسوم لانتهينا إلى النتيجة نفسها، اي الفوضى والخروج للشوارع تحت أي ذريعة وحجة اخرى وارجعوا لأرشيف الصحف الموجود على الإنترنت لتعلموا ان التهديد والوعيد بالخروج للشوارع وبدء ربيع عربي مدمر آخر في الكويت قد بدأ قبل مدة طويلة من صدور المرسوم وعلى لسان قيادات.. ليست فوق مستوى الشبهات!
samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق