أنا كنت اعتقد اني راح آخذ فترة راحة محترمة بعد استمرار في الكتابة لاكثر من عام. لكن ما كل ما يتمنى المرء مدركه، سافرت بعدما انتخبت ومعاي انفلونزا كئيبة. وزادها كآبة ارهاق السفر وجهالة المقاطعين. لا يزال تفكيري محدوداً، كأني عبدالله النيباري يوم كتب المقال الذي يدعي فيه ان المقاطعة نجحت، او جماعة التحالف السبعة عشر – صاروا خمسة عشر بعد انسحاب اثنين يوم امس – عندما صدروا بيانا زعموا فيه سقوط مجلس الامة سياسيا وشعبيا.
مع الاسف بعض الوطنيين الديموقراطيين (سابقا) لم يسمعوا كما هو متوقع النصيحة، وما زالوا لابسين ونازلين الملعب. المقاطعون عندهم اكثر من ستين في المائة رغم ان النتيجة النهائية للانتخاب هي اكثر من %43. %60 كلهم مقاطعون عند المرتدين ديموقراطيا، يعني ما احد مريض، وما احد مسافر. لا عندنا ناس تتعالج في الخارج مع السياح من مرافقينهم، ولا طلبة يدرسون في بقاع الأرض، ولا عندنا مئات الدبلوماسيين المداومين في السفارات.. ولا عندنا في النهاية الالاف المؤلفة التي تشكل، على الأقل، عشرين في المائة من الناخبين ممن كفّرتهم جماعة المقاطعة نفسها بالديموقراطية وبالانتخاب. باقوا خمسة في المائة من نسبة المشاركة واضافوا لهم الاربعين في المائة ممن تعودوا الا ينتخبوا مع الخمسة عشر في المائة من المقاطعين الحقيقيين ليصلوا الى مبتغاهم، وهو ان المنبر الديموقراطي و«التحالف» والبقية اختاروا القرار الشعبي الصحيح عندما قاطعوا الانتخاب! يا عمي قلنا لكم لك سفطوهم.. الحكم صفر والنتيجة 2/3 وبعد اربع سنين يصير خير.
جماعة المقاطعة مع حلفائهم الجدد من الوطنيين الديموقراطيين، يعتبرون الدائرتين الرابعة والخامسة فقط هما الكويت والباقي لا يستحقون المواطنة… لا.. ويقولون عنا احنا العنصريين بعد! نتائج انتخابات الدائرة الاولى %57.7، اي تقترب الى %58، الثانية %56 والثالثة تتعدى %53، يعني حتى لو حسبتوا – على الطريقة الديموقراطية – كل من تخلف عن التصويت «مقاطعا»، فان المواطنين المشاركين والقابلين بمرسوم الصوت الواحد في الدوائر الثلاث الاولى يصلون الى %55 من مجموع الناخبين المقيدين في الدوائر الثلاث، وان مقاطعتكم اقل من %45.. لو حسبنا نتائج هذه الدوائر فقط فان المقاطعة فيها فشلت، فشلت وهذا يكفي.. ليس بنسبة عالية ولكنها فشلت وهذا هو المهم، وربما تكون نسبة المشاركة في الانتخابات السابقة هي افضل دليل على هذا الاستنتاج، نتمنى ان يوفق احد في نشرها. سؤالنا الى المنبر الديموقراطي والتحالف «الخرطي»: لماذا تعتبرون ناخبي الدوائر الثلاث لا شيء وتفضلون عليهم ناخبي الدائرتين الرابعة والخامسة؟! واذا لم تكن هذه عنصرية فكيف تكون العنصرية؟! والى حكومتنا التي يبدو انها تغطي على «خمال» سابق وربما لاحق انشروا تفاصيل انتخابات 2009 و2012 فهذه النتائج كافية باخراس كل المقاطعين.
عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق