النواة المحركة لفلك السياسة في الكويت هي المصلحة الخاصة، ابحث عن المصلحة الخاصة وستعرف سر تحولات مواقف أي نائب، وهنا حاشا لله أن أستثني أحدا، لأنني لا أتحدث عن المصلحة الخاصة المادية فقط، بل المصلحة السياسية الشخصية وأتحدث كذلك عن مصالح النفوذ والتحزبات ومصالح الكتل والتيارات.
لذا يجب على العاقل ألا يستغرب تحول نائب رفض الاستجواب في المجلس السابق إلى بطل في سباق ماراثونات استجوابات المجلس الحالي، ويجب الا نستغرب ان من كان يرى الاستجواب حقا بالأمس أصبح يراه غير لازم او معطلا للتنمية، تلك التنمية التي لم تتحرك أصلا لا في وجود استجواب ولا في غير وجوده، لا في المجلس السابق ولا في المجلس الحالي.
الكل في هذا البلد يقرب النار إلى خبز مصلحته أولا، ولا يهم ان احترق خبز الشعب كله او ظل عجين مطالب الشعب رطبا بعيدا عن نار التنفيذ وظل غير مخبوز ينتظر نار عطف خبازي السياسة المشغولين بمصالحهم الخاصة.
الحكومة او السلطة بمعنى ادق يعجبها ان تسير الامور على هذا المنوال، فهي وان كسبت أغلبية الأمس وأوقفت أي مشروع طرح ثقة لأي وزير في الاستجوابات السابقة، اليوم هي كسبت ود الأغلبية الجديدة أيضا ووأدت كل محاولة للقفز فوق جدار مساءلة أي وزير.
نعم نحن ضد التعسف باستخدام الأداة الرقابية والاستجواب، ولكننا ضد تحويل الاستجواب إلى مجرد أداة بلا أسنان، والأغلبية والأقلية والحكومة شركاء في كسر حدة سن سكين الاستجواب وتحويلها إلى سكين سلطة بالكاد تقوى على قطع طماطة فساد واحدة، وهذا ما يحصل الآن.
رفضنا لمهاترات بعض من كتلة الأقلية، يجب ألا يكون على حساب الأداة الرقابية الأكثر فاعلية، والتي مع فقدانها سنفقد القدرة على مساءلة السلطة مستقبلا.
توضيح الواضح: من حسنات الوزارة الجديدة وجود الوزيرين الشابين د.نايف الحجرف ود.علي العبيدي، فتغييرات الأول في وزارة التربية تستحق الإشادة، وأما الثاني فتعيينات رؤساء الأقسام الطبية فتعني انه رجل يسير على طريق الإصلاح، ولكن ما فعلاه مجرد خطوة حق، ونحن نأمل منهما كثيرا بل نطالبهما بأكثر لتنظيف وزارتيهما.
waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق