حسن كرم: سقوط استجواب القلاف لا يسقط مسؤولية الوزير..!!


نتفق مع من قال ان استجواب النائب القلاف لوزير الاعلام الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح ركيك كذلك قد نتفق مع ما قاله الوزير من ان صحيفة الاستجواب كتبها غير النائب المستجوب.
ولكن هذا الاتفاق لايعني قطعاً ان الاستجواب كان فارغاً عن مضمونه، بل في الحقيقة كان مستحقاً، ذلك ان وزارة الاعلام تحشر نفسها احيانا في قضايا ليست ضمن مسؤولياتها. وهذا حدث ليس في عهد الوزير الحالي وانما في عهود وزراء سابقين لعل الوزير العبدالله آخرهم..
مسؤولية وزارة الاعلام تنصب على نشر وحماية ثوابت الدولة وحماية السلم الاجتماعي، فاذا تطاولت صحيفة او قناة تلفزيونية خاصة بالمساس بأشخاص عاديين لا صفة رسمية لهم، فعلى المتضرر اللجوء الى القضاء. فما شأن وزارة الاعلام حتى تنصب نفسها محامياً عن هؤلاء وتقاضي الوسيلة الاعلامية الماسة ان كانت صحيفة او قناة تلفزيونية بل ينبغي لوزارة الاعلام اذا لم يكن بمقدورها منع حوادث الاعتداءات والاقتحامات والتخريب على دور الصحف والتلفزيونات فلا أقل من ان تستنكر تلك الاعتداءات الجاهلة، فهذه الوسائل الاعلامية المعتدى عليها تعمل وفق تراخيص رسمية صادرة عن وزارة الاعلام. فلماذا تصمت والاعتداء على تلك الوسائط اعتداء على الوزارة؟!!
لقد تعرضت قناة سكوب خلال فترة قصيرة الى عمليتي اقتحام وتخريب مثلما تعرضت قناة الوطن وقبلها تعرضت دور صحف الى حالات مماثلة، وبتنا نحن كاعلاميين وصحافيين واصحاب رأي مرعوبين نعيش في اجواء ارهابية مخيفة، فاذا لم يعجب الواحد مايكتب او يعرض في وسيلة اعلامية اقتحم وخرَّب وكسر ثم عاد الى بيته مطمئناً الى ان القانون لايطوله ولا احد يسائله، لقد تحول مجتمعنا المسالم الى مجتمع غوغائي تخريبي عدواني محرض لا يخضع للقانون ولا يعترف بالمحاكم او السلوك العام او يضع في حسبانه ان هذا عيب وهذا ما يجوز، وكل ذلك من مخرجات مجالس أمتنا وفرسان الاقتحامات وساحة الارادة الاشاوس وفي كل الاحوال هروب وزارة الاعلام عن تحمل مسؤولياتها حيال اعمال التخريب يظل غير مفهوم..!!
اذا كان من حق وزارة الاعلام رفع دعاوى قضائية على الوسائط الاعلامية الخاصة فذلك ينحصر في الدفاع عن الدولة والمقام السامي والدفاع عن المجتمع، اما مقاضاة الوسائل الاعلامية على القضايا الشخصية فذلك خروج عن المسؤولية، بل لعل دفاع او مقاضاة الوزارة عن هؤلاء الاشخاص قد يرفع من مكانة هؤلاء الى مصافي الدولة والمقام السامي الامر الذي قد يشعرهم بالاهمية فيما هم اشخاص عاديون ينطبق عليهم ماينطبق على غيرهم من القوانين والاجراءات..
على وزير الاعلام اذا كان قادراً على ادارة وزارة في حجم واهمية وزارة الاعلام الذي يزيد دورها وأهميتها على دور وأهمية الجيش بدلاً من الانشغال في امور خارجة عن اختصاص الوزارة ان ينصرف الى ماهو أهم فاعلامنا الرسمي مغيب ومتخلف والثقافة منعدمة والفنون محاربة والتكفيريون والرجعيون الدينيون يسيطرون على اهم مفاصل الوزارة لاسيما التلفزيون والاذاعة، حتى بات الواحد منا لا يفرق ما اذا كانت وزارة للاعلام او وزارة للشؤون الدينية..؟!!
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.