طارق ادريس: علي الصباح … “الحاضر الغائب”


مساحة للوقت
في الثالث عشر من أبريل عام 1997 فجعت الكويت ومن دون مقدمات باعلان وفاة الشيخ علي صباح السالم الصباح إثر أزمة قلبية مفاجئة في لندن هذه الفاجعة كان لها تأثير مدو في الأوساط السياسية والشعبية والعسكرية وبخاصة الاصدقاء المقربين من هذا الرجل الشهم الشجاع والذي يعتبر أحد أبطال ملحمة التحرير والمرابط الساهر على الحدود منذ اليوم الأول, بل والساعات الأولى للغزو الصدامي الغادر, واليوم وبعد مرور 22 عاماً على أحداث هذه الجريمة المؤلمة بالتأكيد يتذكر الأصدقاء والمقربون من هذا الرجل المغوار كيف كان التعامل معه طيلة فترة تواجده على الثغور الأمامية في مواجهة العدو الغاشم واليوم ونحن نتذكر رحيل الرجل الغائب الحاضر نؤكد أن وفاته كانت خسارة كبيرة لا تعوض ولكن هذا هو قدرنا والقدر المحتوم ونسأل الله المغفرة لهذا الرجل فالشيخ علي صباح السالم كانت له مآثر كثيرة وقدم لوطنه وأهله الكثير الكثير فاصبحت أعماله المخلدة هي من أبرز العناوين في ذاكرة الوطن والأصدقاء والأحبة, لقد سجلت ذاكرة التاريخ لهذا الرجل الكثير من المواقف في كل المواقع التي عمل بها ضابطاً في الجيش بقوة المغاوير ومحافظاً لمدينة الأحمدي, ورئيساً للجنة الأمنية; في الخفجي طيلة الغزو العراقي الغاشم , ثم وزيراً للدفاع وبعدها وزيراً للداخلية, وكذلك عندما عين وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل بالوكالة, بالتأكيد كل هذه المواقع المهمة تتذكر “أبا ثامر” وعطاه واجتهاده ومبادراته واخلاصه الوطني اللامحدود ولن تنسى مآثره الطيبة وتواضعه الجم وحسن تعامله مع الصغير والكبير وسيبقى التاريخ يحمل بصماته الخالدة لأنه جزء من هذا التاريخ الوطني لهذا الوطن العريق.
نعم, ذاكرتنا لن تنساك يا صاحب الأيادي البيضاء فأنت جزء من تاريخ هذا الوطن وسنبقى نتذكر يوم الثالث عشر من إبريل لأنه لا يمحى من ذاكرتنا أبداً.
نعم توقف نبضك في هذا اليوم ولكن ستبقى مآثرك معنا للأبد.
في الحقيقة يستحث الشيخ علي صباح السالم بأن تكون له ذكرى سنوية, سواء في مجال الاعلام او حتى في المجال الوطني لأنه رمز يستحق المبادرات ولا شك بأن المحبين لهذا الرجل سيبادرون الى اطلاق فكرة رائدة تحمل اسمه وتخلد أعماله ومآثره الوطنية!
*****
مجلس الدفاع الوطني!
بلا شك يعتبر الشيخ علي صباح السالم هو أحد مؤسسي مجلس وجهاز الأمن الوطني الذي يتولى نجله الشيخ ثامر العلي اليوم منصب نائب الرئيس في هذا الجهاز وبالتأكيد كل العاملين في ميدان العمل الأمني والدفاع الوطني يشهدون لهذا الرجل عندما كان رئيسا للجهاز كما ان المبادرات الوطنية التي تخلد رجال الدفاع والأمن ستكون محورا لدراسة فكرة يجب ان ترى النور حتى تغرس روح الدفاع الوطني في هذه الأرض المباركة ورجالها الأشاوس في ميدان الرجولة من رجال الامن والحرس الوطني والقوات المسلحة, نعم سيبقى الشيخ علي صباح السالم الحاضر الغائب في ذاكرة الكويت.
كاتب كويتي*
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.