صورة واحدة نشرتها القبس يوم 7 ديسمبر بعرض الصفحة تقريبا وفوقها عنوان يقول «تواصل المسيرات الرافضة لانتخابات الصوت الواحد..لليوم الرابع».. وبالنظر إلى الصورة المذكورة تلخص لي نوع هذه المسيرات ومن يقوم بها ومدى عمق الهدف منها.
أمعنت النظر، وبكل دقة، في وجوه من التقطتهم الصورة..فكان هناك ما لا يقل عن ثمانية ممن نطلق عليهم اطفالا باعتبار ان اعمارهم لم تتجاوز الـ 18 وهم يلقون الحجارة على الجانب الآخر الذي يبدو ان قوات الامن تقف فيه.
اما الصورة التي نشرت على الصفحة الاولى في القبس يوم امس الأول، التي بدت فيها سيارة الشرطة وقد وقف فوقها اطفال ايضا، فيما امسك احد افراد الشرطة بطفل آخر..فهى صورة اخرى من صور العبث التي يتم تحت مسمى الاعتراض على الصوت الواحد.
اما الصورة التي تستحق ان تكون عنوان «كرامة وطن» هي التي نشرتها «السياسة» لمربيات آسيويات وعاملات وقد شاركن بمسيرة «كرامة وطن 4»، وهن يحملن بوسترات برتقالية كتب عليها «كرامة وطن» في دعم خارجي على ما يبدو.. او لملء فراغ العدد المرجو.
لست في موقع الاستهزاء.. لأن هناك من شارك وهو مقتنع بقضيته مائة في المائة.. ولكنني اعيد واركز ان موضوع استغلال الاطفال وغيرهم وزجهم في قضايا لا يفقهونها ولا يعون ماهيتها هي مصيبة ما بعدها مصيبة.. تعرفون لماذا؟ لان مثل هذه الممارسات المرفوضة يمكن ان تضيع بلدا بأكمله.. بعد ان تتمزق اشلاؤه.. ويضيع اهله.
من المقبول ان نخرج لنعبر عن رفضنا واحتجاجنا على امور لا نقبلها…ومن الطبيعي ان تكون لغة التعبير هذه متناسبة مع موضوع الرفض… ولكن ان يكون ابطال مشاهد الرفض هذه على صفحات الجرايد من الاطفال الذين غرر وما زال يغرر بهم كل يوم ليكونوا جزءا من الحراك السياسي الذي يتحدثون عنه.. فهذا امر غير مقبول انسانيا بالدرجة الاولى…فما ذنب هؤلاء الاطفال الذين يخرجون ليقضوا اوقاتا سعيدة في الصراخ وقذف الحجارة والكر والفر.. دون ان يعوا الغرض مما يقومون فيه؟
من المؤسف ان يستغل الاطفال في بعض المناطق ليكونوا وقودا لنار تستعر في قلوب قيادات رفضت حقيقة اصبحت واقعا.. فما ذنب هؤلاء الاطفال ان يعتقلوا ويتعرضوا للتحقيقات في هذه السن المبكرة وقيادات الفكر المعارض تكتفي بالتصريحات والخروج في مسيرات مصرح بها لساعة او اثنتين.. ويترك هؤلاء الاطفال في تخبطهم دون ان تكلف احدى تلك القيادات نفسها في توجيههم بعدم القيام بتلك الاعمال التخريبية لان المتضرر الاول والاخير فيها هم الاطفال واهلهم بالطبع.
تابعت ما قاله احد شباب المعارضة في برنامج «المواجهة» في تلفزيون الوطن، عندما طلب من احد الضيوف ان يثبت له ان هناك اطفالا في احداث الشغب التي شهدتها بعض مناطق الكويت تعبيرا عن معارضتهم…وحين قدم الاخير اسماء بعض هؤلاء الاطفال واعمارهم ..حينها قال المعارض اننا نفتخر ان يكون عندنا شباب بهذا الوعي السياسي. اي شباب واي وعي؟ حرام عليكم ما تقومون به.
هل تفسر ان خروج الاطفال هو وعي سياسي… هل تريد ان تقنعنا ان هؤلاء الاطفال، الذين بدوا في الصور ومشاهد التلفزيون يعرفون ماذا يعني الصوت الواحد؟ هل تريد ان تقنعنا ايضا ان هؤلاء الاطفال يعرفون ماذا يعني الدستور، وماذا تعني انتخابات، ولماذا يقومون بالكر والفر وحذف الحجارة؟ احترموا عقول مشاهدي التلفزيون.
كان احرى بك يا عزيزي ان ترفض خروج الاطفال وتستنكر اقحامهم بمثل هذه المواقف.. وتعرب عن املك الا تشهد اي مسيرات مقبلة او اي حراك سياسي الا من يدرك بالفعل معنى ما يقوم به… لا ان تأخذك الحماسة في الدفاع عن موقفك.. لتقول انك تفخر ان يكون هناك هذا الوعي السياسي.. وانت تجيب عن قائمة اسماء لاطفال لم يتجاوز اكبرهم عمر الــ 16.
وهل خروج الخدم ايضا ينم عن وعي سياسي للعاملين في البيوت تفتخر به ايضا؟
الازعاج والارهاب والقلق والخوف الذي يثيره اطفال وشباب مسيرات المعارضة (التي اتحفظ على تسميتها مسيرة بل اسميها شغبا)، في بعض المناطق.. بالتأكيد انها مرفوضة من كل اهل الكويت خاصة اهالي المناطق التي تحدث فيها…فلماذا تقتصر تلك الاعمال على المناطق البعيدة عن سكن زعامات المعارضة؟ لينعموا هم واهلهم بالهدوء والنوم قريري العين.. في الوقت الذي يفزع اهالي المناطق الاخرى هم واطفالهم وتحترق بيوتهم بسبب شغب المراهقين الذين لم يجدوا من يوجههم ان ما يقومون به لا يصب في مصلحة اي نوع من المعارضة.
* * *
• بلاغات اصحاب البيوت المتضررة من القاء القنابل الدخانية عليها حق لا يمكن التعليق عليه. ولكن ماذا عن تكسير سيارات الشرطة وتهشيم زجاجها والوقوف فوقها على مرأى من رجال الشرطة انفسهم.. واصابات رجال الشرطة وتكسيرهم..لمن ستقدم «الداخلية» بلاغاتها في هذا الشأن؟
إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق