اعلامي شاب وضع اسمه في الصف الأول في زمن قياسي، وحقق حضوراً لافتاً رغم أنه بدأ مع قناة في بداياتها. استضاف العديد من النواب والشخصيات العامة وكان نداً لهم. ورغم أنه درس الهندسة في أميركا، لكن عشقه للاعلام كان أقوى، واهتمامه بالقضايا العامة دفعه الى كتابة المقالات لسنوات، قبل أن ينتقل من التعبير بالقلم الى التعبير أمام الشاشة.
تألق في برامج «بين السطور» و«همزة وصل» وأخيراً «المنصة»، ويعتبر نفسه «محامي الشيطان» لأن دوره أن يمثل الطرف الغائب والمغيب.. نافياً تهمة مقاطعة الضيوف عن نفسه. يرى أن قانون المرئي والمسموع يقيد المذيع، ورغم ذلك فهو حريص أشد الحرص ألا يورط نفسه ويجاري بعض الضيوف في «الخروج على النص» ولهذا السبب صفحته في النيابة مازالت بيضاء.
الاعلام في رأيه رسالة قبل أن يكون وسيلة للشهر والثراء، وهو راض عما حققه.. وعن تعاونه مع قناة «الكوت».. وحرص على تطوير قدراته من خلال دورات مكثفة حصل عليها من قناة «الجزيرة». انه الاعلامي الشاب عمار تقي الذي حل ضيفاً على «النهار» وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
هدى: كيف بدأت مع الاعلام؟
بدأت في فريق الكشافة مع المرحوم صلاح سويدان، وقدمت برنامجاً كشفيا في الاذاعة في المرحلة الثانوية.. لكن المسألة كانت هواية ولم أخطط للاحتراف. بعدها حصلت على بعثة من قبل الدولة لدراسة الهندسة الكهربائية في أميركا. وقبل التخرج حدثت الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 وكنت اتابع «الجزيرة» ووسط هذا الشحن تناقشت مع أحد الأساتذة، وبعد المحاضرة استدعاني الى مكتبه ونصحني أن أنتقد ما أشاء كيفما أشاء وقتما أشاء في أميركا لكن عندما تتحدث عن اسرائيل احسب كلامك ألف مرة.. فأقل شيء تتهم بمعاداة السامية.. ساعتها شعرت بالقهر فبدأت أكتب «خواطر» عن القضية الفلسطينية وبعد التخرج عدت الى الكويت ورجعت ل «الدفتر» ورحت أطور أفكاري وأتابع مراكز الدراسات والصحافة الاسرائيلية، وشجعني أحد الأصدقاء على نشر آرائي في «الراي» في صفحة القراء لمدة سنة وبعدها اتصل بي مسؤول صفحة المقالات وأخبرني بنقل مقالي الى صفحة «المقالات» واستمر تعاوني معهم حوالي ست سنوات.
تشجيع
هل كانت الأسرة تشجعك على الاهتمام بالقضايا السياسية؟
والدي متابع مستمر للصحافة والأخبار والاهتمام بالقضايا العامة لكنه لا يدفعني ولا يظهر الدعم.. بل يتركني أشق طريقي. وبعد ما انتقلت الى التلفزيون بدأ يعطيني ملاحظات على أدائي مع الضيوف وينبهني الى الأشياء التي يمكن أن توقعني في مشاكل.
خلف: لماذا لا تقدم برنامجك بشكل يومي؟
صعب جداً.. لأن الاعداد يتطلب جهداً كبيراً.. والحلقة الواحدة تستغرق يومين أو ثلاثة أيام من البحث والاعداد والتنسيق مع الضيوف.
إدارة
دراستك في أميركا أفادتك كاعلامي؟
كنت أتابع الانتخابات الأميركية والبرامج الحوارية السياسية.. وكل هذه المتابعات أثرت في.. لكن وقتها لم أفكر في العمل كمذيع.. وحتى دراستي للهندسة ورغم بعدها عن «الاعلام» لكنها أفادتني في كيفية الاعداد والتخطيط وادارة كل عناصر البرنامج. ومعروف عني اني أتابع كل صغيرة وكبيرة، ما يعنيني وما لا يعنيني. ويمكن بعض الزملاء يزعلوا مني لكن علاقتي الطيبة معهم جعلتهم يتفهمون اني حريص وتدخلي لصالح البرنامج.
سعد: متى كانت بدايتك الاعلامية؟
مع قناة «الكوت» عام 2008 وقتها كنت حريصا على دخول دورات في الكتابة الصحافية في جامعة الكويت وجمعية الصحافيين. وكان أول برنامج قدمته «بين السطور» واستضفت شخصيات مهمة منها علي المتروك، رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي، الشيخ أحمد العبدالله، عبد الوهاب الوزان.. وكانت الفكرة تقديم برنامج يصاحب الانتخابات فقط. وفي 2009 كان هناك انتخابات ورجعنا للبرنامج وبعدها انتقلت لبرنامج «همزة وصل» يركز على الجانب الآخر للشخصية السياسية وحياتها الاجتماعية والانسانية وكان من ضيوفي: د.سعد البراك، د.يوسف الزلزلة، ومن العراق د.ابراهيم الجعفري أول رئيس وزراء بعد سقوط صدام، ومن لبنان رئيس الوزراء السابق سليم الحص والرئيس اللبناني السابق اميل لحود والمناضل سمير القنطار ومن مصر د.محمود عاشور وكيل الأزهر السابق والكاتب فهمي هويدي وسفيرنا في القاهرة د.رشيد الحمد. ومن أكثر الحلقات التي تعلمت منها الكثير حلقة وزير الاعلام السابق الاعلامي الكبير محمد السنعوسي وأعتبرها دورة تدريبية لي من الألف الى الياء.
حسين: شكرا على برنامجك الرائع وعلى القناة المحايدة.. لكن لدي سؤال عن سبب اختيارك يوم السبت لبث البرنامج؟ وعن سبب مداحرتك للضيوف؟
درسنا جميع الأيام مع ادارة البرنامج وأفضل ما قدرنا نتوصل له اختيار يوم السبت ومع انه اجازة لكن نسبة المتابعة عالية والحمد لله. أما بالنسبة لمداحرة الضيوف فهذا طبيعي في البرامج السياسية والحوارية لجذب المشاهد واستخلاص المعلومة من الضيف.. والبرنامج اسمه «المنصة» لاستجواب الضيوف. ومهم كمذيع انك تمثل وجهة النظر المخالفة والغائبة ولا تترك الضيف يسترسل في الكلام. والمشاهد الكويتي يحب البرنامج السياسي الساخن.. وأجد نفسي في البرنامج ولا أفكر في تغييره قريباً.
مقاطعة
عباس: ليش تقاطع الضيوف؟
طبيعة البرنامج حواري، يعتمد على الأسئلة والمحاور الكثيرة والسؤال والجواب بسرعة.. وبعض الضيوف يستطرد في قضايا غير مطروحة فأضطر لمقاطعته. وفكرنا في استضافة رأيين متناقضين أقرب الى المناظرة، لكننا في النهاية اتفقنا على الاكتفاء بضيف واحد وأقوم بمحاورته وأمثل وجهة النظر المغيبة أو مثل ما يقولون «محامي الشيطان».
زكريا: أشكرك على البرنامج ومنها للأعلى.. لكن أتمنى تهتم بالأخذ والعطا مع الضيف.
تسلم.. وشكراً على الملاحظة.
محمود: أنا معجب في أدائك.. ولي ملاحظة بسيطة.. أتمنى تعطي حق الجواب للضيف لأنك وايد تقاطع؟
طبيعة البرنامج تفرض علي مقاطعة الضيف.. ولابد من استفزاز الضيف كي يتفاعل ويعطي تصريحات. وصراحة معظم من ينتقد موضوع المقاطعة هم من المؤيدين للضيف، فبعد كل حلقة أراجع مؤشر «تويتر» وألاحظ ان الانتقادات على الحلقة تأتيني من المؤيدين للضيف، وفي نفس الوقت تأتيني اشادات على أعلى مستوى ممن هم ضد الضيف.. وأتفهم ذلك، لأن استفزازي للضيف أو لجمهوره معناه اني أديت دوري كمذيع.
دورات
حسين خالد: ما عندي أي سؤال.. لكن أدعو لك بالتوفيق ومنها للأعلى
مشكور وايد.. الله يسلمك.
هبة: أنت خريج هندسة.. شلون درست الإعلام؟
عن طريق الدورات سواء في الصحافة المكتوبة أو التقديم التلفزيوني.. فأنا سافرت الى قطر والى مؤسسة قناة الجزيرة وحصلت على دورتين مكثفتين في التقديم الحواري وكنا أيضا نحضر تسجيل البرامج ونتابع نشرات الأخبار وغرفة التحرير والكواليس.. وكانت تجربة مفيدة جداً لي. وهناك اكتشفت ان 90% من المذيعين في «الجزيرة» وBBC ليسوا من خريجي كليات الاعلام والمسألة في الأساس موهبة وممارسة وخبرة. وأيضاً تعلمت الالمام بكل تفاصيل البرنامج من الاضاءة والمونتاج والانتاج والأهم من ذلك «حقوق الضيف» بدءاً من حسن استقباله وكيفية كتابة اسمه وعرض المحاور عليه.
شلون جاءتك فكرة «المنصة»؟
مع انتخابات فبراير 2012 فكرت في برنامج يقوم على استضافة المرشحين واستعراض مواقفهم واستجوابهم ووضع نظام ثابت مع كل الضيوف ألعب فيه دور «محامي الشيطان» سواء أكنت أعرف الضيف شخصيا أم لا.. والمهم الايقاع السريع لكشف المرشح أمام الجمهور من خلال أسئلة صريحة ومباشرة تكشف «الزبدة» للمشاهد وكل التفاصيل وما ورائها. وأول حلقة كانت مع النائب أحمد لاري وحصلت من ورائها الشتائم على «تويتر» وعموما لدي أرشيف خاص للمدح وآخر للشتائم. وحلقة أخرى كانت مع صفاء الهاشم وخرجت التعليقات اني أنتمي الى «الاخوان المسلمين» بسبب دفاعي عنهم، وبعدها بحلقتين استضفت محمد الدلال من الحركة الدستورية الاسلامية، ومثلت وجه النظر الخصم الى درجة البعض سألني: أنت مع الاخوان ولا ضدهم؟ أيضاً تخوفت جدا من حلقة نبيل الفضل لأنه «ماكو سقف» وسهل يدخلك في «الحيط» وتوجست جداً، لأنه ممكن بعد الحلقة تلاقي ضدك سبع قضايا.. ولهذا السبب طلبت الجلوس مع محامي القناة كي أستوعب حدودي وجلسنا حوالي ثلاث ساعات خرجت منها محامياً.. ودخلت الحلقة مسلحاً.. وأول شهادة جاءتني من نبيل الفضل نفسه قال لي: أول مرة برنامج «ينشف ريقي».. وما توقعت ردود الأفعال على الحلقة خصوصا من شخصيات ضده.. وهذا يعني أنني أؤدي رسالتي الاعلامية بطريقة صحيحة. وأعتبره البداية الحقيقية لي كمذيع.
مثل أعلى
خالد: من مثلك الأعلى؟
أستفيد من كل مذيع متميز.. ومن دون تردد تعلمت الكثير من الاعلامي الكبير محمد السنعوسي وأشكره على مساندته لي، ويكفيني قوله لي: «استمر في المنصة وكمِّل واذا تراجعت يا ويلك مني».. كما أشكر الاعلامي الكبير رضا الفيلي على دعمه لي وشهادته بحقي وسام على صدري فهو أحد أهرامات الاعلام الكويتي.. ومن خارج الكويت يعجبني أداء غسان بن جدو واستضافته في حلقة على جزءين ومن مصر محمود الورواري ويسري فودة.
شلون تشوف حضور الاعلامي الكويتي عربياً؟
للأسف هذا الحضور تراجع.. وهو قصور لدى شباب الاعلاميين الكويتيين ربما بسبب الكسل وعدم الحرص على التواجد والانتشار والمشاركة في المؤتمرات والمحافل العربية.. أيضاً بعض الاعلاميين الشباب يقدمون برامجهم من دون أدنى تحضير.
أنت مع قانون المرئي والمسموع ولا ضده؟
للأسف القانون حافل بقيود كثيرة لا تساعدني كمذيع في ممارسة عملي. فنحن في 2012 وفي ظل الانفتاح الاعلامي ومواقع التواصل الاجتماعي نحتاج الى مساحة أكبر من الحرية.. وغير واقعي بعد كل تعليق يتعرض فيه المذيع ل «س» أو«ص» أن أقاطعه وأقول له: هذا رأيك الشخصي.. وأظل أكررها مرات.. هذا يظهرني كمذيع أمام الجمهور خائفا ومترددا.. واذا رفعت قضية بسبب وجهة نظر للضيف ترفع ضد المذيع والمخرج والقناة! فلماذا لا يحاسب الضيف على كلامه؟ وما دخل المخرج؟ والمذيع يحاسب فقط اذا انجر في الكلام أو ساهم في الهجوم على أشخاص أو مؤسسات. لكن عموما حتى الآن صفحتي في النيابة بيضاء.
عروض
نوف: جاءتك عروض من قنوات أخرى؟
ـ الحمد لله.. جاءتني عروض كثيرة.. من قنوات خاصة لكني لا أطمح الى تكسب مالي من وراء الاعلام.. فلدي وظيفتي وعملي وأعتبر الاعلام في الأساس رسالة وهواية. والمذيع عندما يفكر في عرض جديد يكون ذلك اما لعرض مالي سخي أو بحثا عن الانتشار أو لخلاف ما مع ادارة القناة.. والحمد لله علاقتي ممتازة مع ادارة القناة وهي لا تبخل علي بأي شيء ولا يوجد أي توجيه أو تدخل في البرنامج وهناك ثقة متبادلة بيننا.. وصحيح «الكوت» مازالت في بدايتها لكنها تتطور وتحقق الانتشار وبرنامج «المنصة» تحديداً حقق انتشارا يرضيني كمذيع.
وليد: سمعنا انك كنت ناوي تترشح للانتخابات؟
لا.. اشاعة.. هذا السؤال توجه لي كثيراً خصوصاً بعد تجربة زميلي في القناة مبارك النجادة. لكنني لا أفكر اطلاقاً في خوض تجربة الانتخابات لمجلس الأمة لأنني وجدت نفسي في الاعلام وفي «المنصة» ووجودي في البرنامج يعطيني قوة أكبر حتى لا أكون أسير أصوات الناس بل أستضيف جميع الساسة وأمارس دوري الرقابي كاعلامي وأتمنى أن أترك بصمة في هذا المجال.
الرفاعي: نجم في سماء الإعلام
فاجأنا الاعلامي الشاب أحمد الرفاعي باتصال أشاد خلاله بضيف «النهار» ووصفه بأنه نجم لامع في سماء الاعلام وأضاف: أنا طلعت من المحاضرة حرصا على الاتصال بزميلي الاعلامي الناجح وأغبطه على خطواته الاعلامية المتوازنة.. وكنت أقرأ له مقالاته السياسية فهو صاحب رأي سياسي شبابي وإعلامي مبدع.
وأكد الرفاعي أن هناك عشرات الطاقات الاعلامية في الكويت لكن من بين هؤلاء ينتظر عمار تقي مستقبلاً باهراً يدل على ذلك ما حققه من نجاح في وقت قياسي والشخصيات الكويتية والعربية التي التقاها.
وللأمانة ومن خلال مراقبتي للساحة اشوف انه يسير بخطوات ممتازة، فهو بدأ من القمة ومن حيث انتهى اعلاميون آخرون.. وأنصحه فقط بأن يستمر على ما هو عليه وأن يقرأ المعوذتين.
مناف عبدال: أشكره على الأداء المتميز
المخرج مناف عبدال حرص على الاتصال بالضيف وتسجيل شهادة بحقه قال فيها: بعيداً عن السياسة، ورغم ان اهتمامي بالدراما والمنوعات.. لكن كلمة حق لفريق «المنصة» وللاعلامي المتألق عمار تقي، أشكرهم على الأداء المتميز.. وعمار مذيع تتوفر فيه أخلاقيات الاعلامي واشوفه من المذيعين المتألقين في الكويت والخليج.
قم بكتابة اول تعليق