صلاح الساير: الهوا ولمي

وقت أن كانت المراكب الكويتية تبحر بواسطة الأشرعة لتسطر ملاحم المجد والكفاح في الماضي، كانت عبارة «الهوا ولمي» عبارة دارجة وتعني أن الريح ملائمة للإبحار، أما عن معناها السياسي، اليوم، فإنها تعني أن المرحلة مناسبة و«الهوا ولمي» للشروع بالوثبة والبدء باستنهاض البلاد حيث الأنظار شاخصة نحو السلطتين التنفيذية والتشريعية المعقود الأمل عليهما.
يمكن تشبيه إصدار صاحب السمو الأمير، حفظه الله، مرسوم الضرورة القاضي بتعديل آلية التصويت، بالأمر الذي يصدره «النوخذة» في السفينة لرفع الأشرعة، كما يمكن تشبيه المشاركة الشعبية في الانتخابات بامتثال البحارة للنوخذة حين بادر الشعب بخطف الأشرعة في مشهد سياسي فريد لافت، ولم يتبق على الحكومة الجديدة سوى إتقان دور «المجدمي» وهو يماثل المدير التنفيذي الذي ينفذ تعليمات النوخذة ويشرف على سير العمل على سطح السفينة.

أكتب في السياسة من وحي التراث البحري المجيد، فالكويت «درة الخليج» وابنة البحر التي نسجت وشاحها الأزرق من أمواجه، كما أشير إلى أن سر تفوق الأسطول الكويتي القديم كان يكمن في مهارة الربابنة الكويتيين وإتقانهم المشهود لأعمالهم، ولن تتفوق سفينة اليوم دون مهارة الحكومة والبرلمان وقدرة الأعضاء على إتقان أعمالهم كل بما يختص به دون تداخل بين السلطات..

www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.