فاطمة حسين: من… فم الأسد

سمعته يقول إن القوم يطلقون على مناصب المسؤولين في الداخلية والدفاع بأنها مراكز سياسية لوزارة سيادية وأنا أقول إن هذا يجب أن يطلق أيضا على وزارة التربية.
إنه قول حكيم، ولاشك في هذا، يعرفه كل مهتم بالوطن والمواطن، ويدرك أن مركز صياغة المواطنة هو المدرسة إكمالاً لدور الأسرة، حيث تستقبل هذه المدرسة أبناءنا وبناتنا في أحسن ساعات العمل على العقل والقلب والوجدان وتصوغهم صياغة إيجابية لهم ولوطنهم وكثيرا ما تعدل من مسار البيت أيضا بالنصح والتوجيه.
إن صاحب القول هو قائد مسيرتنا إلى المستقبل وعضيد أميرنا المفدى سمو الشيخ جابر المبارك الصباح. قائدنا للحقبة القادمة التي نعلق عليها آمالنا وأمانينا بالمزيد من الحب والأمل واليقين والإيمان بأن (1): القدرة موجودة. (2): المقدرات المادية والبشرية موجودة. (3): الأدراج متخمة تكاد تنفجر بالدراسات العلمية والعملية عن الحاضر مهيئة للمستقبل وممهورة بالتوصيات الواضحة المرسومة المسار بعناية وعلمية لا تتوافر لكثير من الأمم ولا تحتاج منا إلا بعضا من الوقت والاهتمام والحفر في معانيها لبدء التنفيذ الذي عرقل بأسباب نعرفها جميعا يتقدمها عدم الاهتمام والعجز عن الفهم وغياب الإرادة ونحن اليوم أقدر من الأمس على المواجهة بعد ان ألبستنا الظروف ملابس الشجاعة لان الوطن اغلى واعز من ارضاء هذا او مجاملة ذاك او اخفاء العجز عن الفهم.
لا ينقصنا يا سمو رئيس الوزراء الا الارادة والادارة، اما الارادة فقد تحققت لنا بحكم الجميع والحمد لله فلا معضلة امامنا اليوم سوى (الادارة) وهذه يا سيدي ليست مجرد شهادة عليا وليست مجرد خبرة محسوبة بالسنوات لخدمة بعيدة عن الجودة وليست بالاسماء ذات البريق المادي او العائلي او القبلي او المذهبي وهي قطعاً ليست محاصصة سبق لها ان هبطت بمستقبل وطننا الى احضان الماضي بسلبياتها او فكرها الذاتي او مصلحتها الخاصة في رسم مستقبلها الخاص ايضا بعيدا عن الوطن ومستحقاته والزمن ومتوقعاته.
ان ابناءنا والاحفاد في هذا الوطن الجميل يحيطون بكم سورا للخدمة، ينظرون في عيونكم ويدعون الله تعالى ان يوفقكم لما يرضاه من نهضة لهذا الوطن المرهق – وهم الاغلبية الحقيقية.
اقول هذا الكلام بمناسبة صحوة (التربية) وخروجها اخيرا من كهفها، ولاول مرة، لتشكو من وجود الف معلمة لديها فائضة عن الحاجة من خريجات كليات التربية في الجامعة والتطبيقي والذي اوصلها الى وضع ثلاث معلمات مكان واحدة كنوع من الحل الاعرج وكذلك حشر الاخريات في وظائف ادارية.
اليوم بعد صمت لعشرات السنين والمشكلة تبدو في الافق القريب جد واضحة ولكن التدخلات والمحسوبيات والارضاءات والمجاملات كلها كانت تمارس في وضح النهار ولكن الانتخابات الاخيرة، يبدو لي – والله اعلم – قد ادارت الفلك.
لقد وضحت الصورة، بلادنا غنية حضاريا وثقافيا وماديا ولا ينقصنا للانطلاقة ومحو السنين العجاف الا (ادارة مميزة) والادارة قوة وقدرة وقدوة، فالقوة في العلم والخبرة معا والقدرة في القيادة المميزة والقدوة في اعطاء المثل الاعلى في العمل لا المظهر ولا التكالب على الاضواء الاعلامية ولا الاكتفاء بالامر والنهي خارج اطار الحوار.
نتمنى ألا نعرف وزراءنا الجدد الا من خلال اعمالهم – لا تصريحاتهم-.
اتمنى عليهم ان يميزوا ما بين العمل والاعلام رغم اشتراك الكلمتين بنفس الحروف.
ويظل الوطن فوق الجميع وفي العيون والقلوب.

فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.