كلما زادت اهمية سلعة ما، زاد الطلب عليها.. واهمية السلعة غالبا ما تكون اما لجودتها او اهميتها واما تلبيتها لحاجة ما.. مما يخلق التنافس عليها رغبة في الحصول عليها قبل الآخرين، والتسابق لاقتنائها للاستفادة من مميزاتها ومردودها على الانسان نفسه او على محيطه.. اما السلعة الباهتة التي لا تحظى بحاجة الناس اليها اما لعدم اهميتها لانها لا تمس حاجة مهمة لدى الانسان واما لقلة جودتها.. فهي التي تبقى معروضة بانتظار من يشتريها بأي ثمن لاختفاء المنافسة عليها.. الامر الذي، لاشك، يقلل من اهميتها.
وبمتابعة انتخابات لجان مجلس الامة الاخير.. اتضح لنا ان بعض اللجان حظيت بالتنافس على عضويتها وكان هناك تصويت.. فيما غابت المنافسة عن بعض اللجان المهمة والتي هي اهل الكويت في ان تعمل لتصحيح اعوجاج عظيم طال المجال الذي تبحث فيه.. ومن ثم توقعنا ان يكون التنافس عليها شديدا من كل اعضاء مجلس الامة المهتمين الذين هم بالتأكيد يستشعرون معنا كلنا اهمية ان يكون الاعضاء في هذه اللجان نتاج تنافس قوي وشريف من اغلب اعضاء المجلس لانها لجان مهمة، ومهمة للغاية.
اللجنة التعليمية بعظمتها وبأهمية الرسالة والمسؤولية المنوطة بها.. كانت من اقل اللجان التي حظيت بالتنافس.. وفاز من فاز بها من الاعضاء المحترمين بالتزكية بعد ان انسحب احد المتقدمين لها.. فبدا لنا ان اللجان الاخرى لها من الاهمية ما يفوق التعليم في الكويت بكل ما يشهده من اخفاق وتراجع.. وبكل ما تحمله الشكاوى اليومية من الحاجة الماسة لمن يتحمل لواء الاصلاح والتطوير له.. وكان عشمنا في اعضاء مجلس الامة ان يكونوا متصدري هؤلاء المهتمين.. ولكن للأسف.
اعرف ان لجاناً اخرى فاز اعضاؤها بالتزكية مثل لجنة الميزانيات والحساب الختامي ولجنة العرائض والشكاوى ولجنة الرد على الخطاب الاميري.. ولكن اين كل هذه اللجان وطبيعة عملها- مع احترامي وتقديري الشديد لها- واهمية التعليم؟.
قبيل الانتخابات الاخيرة وفي اطار جس نبض الشارع الكويتي لاهمية وضرورة تحريك عجلة التنمية والتطوير بالكويت، واهمية ان تأتي وزارة ومجلس امة يتوليان بالتفاهم والتعاون هذه المهمة.. كان الكل يجمع على ان تردي التعليم هو الهم الاكبر لابد من الوقوف عنده واعادة هرمه.. وما يثبت لنا ذلك بين فترة واخرى تراجعنا في سلم القياسات العالمية في المستوى التعليمي.. وتراجع مستوياتنا رغم ان الطالب الكويتي الاعلى عالميا في مستوى التكلفة.. وهذا ما يحتاج الى وقفة جادة.
للاسف لم اتلمس هذا الاحساس في مستوى التنافس بين اعضاء المجلس وتسابقهم للفوز بعضوية اللجنة التعليمية وترك الامر.. مكتفين بمن تقدموا لها وفازوا بالتزكية.. وكأن اللجان الاخرى التي ترشح لها الكثير وزاد التنافس عليها.. فكان الانتخاب.. هي اكثر اهمية.. فقد تكون هذه اللجان مهمة لهم ولكن اللجنة التعليمية مهمة جدا جدا… واهم بنظري من كل اللجان الاخرى.. مع احترامي.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق