المتابع السياسي المنصف لبدء دور الانعقاد الجديد لمجلس الأمة الحالي، عليه أن يشيد به لأسباب موضوعية، تتعدى تخندقه السياسي.
فقد عبّر الخطاب الأميري بكل موضوعية عما يجول بخاطر أغلب أهل الكويت، ووجّه اللوم للحكومة في مواقع، ولتصرفات مجالس الأمة السابقة في مواقع أخرى، وهو لوم لا يوجه لنكْء الجراح، بل لتصحيح المسار، وهذا ما يجب ان نفعله جميعا، فقد مللنا الشكوى، وآن الأوان لكي نعمل لإعادة أوضاع البلد إلى مكانها الصحيح، فكل الامكانات متاحة ولا مجال للمتقاعسين.
كما أن الخطاب يكرّس مرحلة اللاغالب ولا مغلوب، وهي اشارة تحسب للمقام السامي، فهو أبو جميع الطوائف والقبائل والعوائل وهو أبو جميع الألوان، برتقالية كانت أو زرقاء أو خضراء.
على الجميع أن يدرك ان استمرار النزاع السياسي مكلف للجميع، واستمرار البعض لاستدعاء منظمات حقوق الناس، التي تريد ان تكتب اي تقرير لمجرد كتابته يضر بالجميع، لأن المسألة تتعدى مسألة تسجيل وجهة نظر سياسية لتصل إلى الإضرار بالبلد، فهذه المنظمات لديها وسائل ضغط تصل إلى تصنيف الدولة في المحافل الدولية، مما يؤدي ضمنا إلى ضعف التصنيف الائتماني، مما يؤثر سلبا في الجميع، وأقصد الجميع.
الشباب ـــ بدورهم ـــ لم يغيبوا عن فكر وقلب صاحب السمو، فخصهم في خطابه في مواقع كثيرة، مؤكدا لهم ان الكويت تنتظر الكثير، والا يكونوا وقودا لمعارك الآخرين، وان استحداث وزارة للشباب ما هو إلا بداية الطريق، لهذه الفئة، وان الاهتمام بهم أكبر وأشمل.
***
• بالمناسبة:
عندما نتحدث عن البداية، فإن الإشارة الى فوز الأخ والصديق علي الراشد بمعركة الرئاسة، اشارة مستحقة، على اعتبار انها المعركة الأكثر رياضية في تاريخ انتخابات الرئاسة، كما أن كلمة المرشح للرئاسة الأخ الدكتور علي العمير، يجب ان تُسطر بنور، فهي كلمات خرجت من إنسان صادق مسؤول يستحق كل احترام، وهذا ما عبّر عنه الجميع.
كل التوفيق لسعادة رئيس مجلس الأمة، الأخ الصديق علي الراشد، والكل بانتظار رئاسة جامعة لكل مكونات البلد.
فهل وصلت الرسالة؟! آمل ذلك.
قيس الأسطى
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق