موسيقى سوداوية، عُزفت نوتاتها سمفونية مهيبة، على سطور حكاية حب، تدور أحداثها بين الجزائر، بيروت، باريس، فيينا، وميونيخ. سيدة شامية بسيطة، تهرب من رائحة الموت في بلدها، الى بلاد المغرب العربي، لتقترن بجزائري، وتقطن حيث الحرائر تُنادى «لالاّ»، عن حنين لزمن ولّى.
سيدة قدرها طاردها كاللعنة، التي فجعتها تارة بجثة زوجها، وأخرى بجثة ولدها الوحيد، لتجد الموت ذاته، ينتظرها في ظل سيناريو ارهابي، كتبه من بعث بالجزائريين للموت تحت لواء الجهاد، حيث كان الموتى وحدهم يمشون في جنح الظلام، بجنازات لا يعزّى فيها أحد.
كل وجعها بدأ من هنا، الى ان أمسى القدر يعيد نفسه مع ابنتها، تلك الجبلية التي اتّخذت بدورها من الأسوَد محرماً لها، منذ لم يبق لها محرم. ما لبثت بنت الجزائر ان هربت هي الأخرى، تجدّف بمركب حياتها لضفة بعيدة، دون ان تدرك ان الغدر غريزة البحر. تتقمص بسوادها دور سيدة برجوازية، أنيقة في سوادها كبيانو، عزف قدرها بأصابعه السوداء، لتجد في آخر المطاف، أنها هربت من ارهاب القتلة، الى ارهاب علاقة حب، انهت معزوفتها، وأبقتها سيّدة الأسوَد الذي يختار سادته.
ثمّة ما لا يليق بـ«الأسوَد يليق بكِ»، ولا بكاتبتها، تلك الجزائرية التي صنفتها مجلة فوربس الأمريكية، الكاتبة العربية الأكثر انتشارا في العالم العربي، بعد ثلاثيتها، «ذاكرة الجسد»، «فوضى الحواس»، و«عابر سرير». أحلام مستغانمي، تكتب الهمّ العربي على سطور، لا وجود لها على رفوفنا!
«الى أين»؟!، سؤال ليس له من يجيب، «حين يكون الجواب نكبة السؤال»!!
مريم حسين مكي الجمعة
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق