خالد الجنفاوي: مشاجرة ثم طعنة نافذة

” مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا” ( المائدة 32).
بناء على ما نقرأ في صحافتنا المحلية من أخبار أمنية مختلفة, عن عدد من الجرائم التي تستخدم فيها السكاكين والأدوات الحادة والخطرة. بات يبدو استخدام السكين ظاهرة “تتميز” بها بعض المشاجرات سواء تلك التي تحدث بين بعض صغار السن أو بين بعض المراهقين وبعض البالغين. ولهذا السبب ولأننا من المفروض أن نكافح إنتشار جرائم السكاكين أقترح تغليظ عقوبة الجرائم من هذا النوع. أو على الأقل زيادة مدة سجن مرتكبي هذه الجرائم العنيفة أو تدفيع من يحمل السكين خارج منزله الخاص غرامات مالية كبيرة. ولكن ما يبدو مأسوياً في سياقنا المحلي هو سهولة حصول أي شخص مهما كان على السكاكين وخصوصاً تلك التي لا علاقة لها بالطبخ أو بتحضير الطعام! فلا تزال بعض المحال والأسواق الشعبية تعرض السيوف والخناجر والسكاكين الحربية لدرجة أنها أصبحت تباع على الملأ حتى في سوق الجمعة! توافر السكاكين والخناجر بهذا الشكل الشائع يتنافى مع متطلبات العيش في مجتمع مدني منظم ومسالم ليس من المفروض أن تباع فيه السكاكين الخاصة من دون تسجيل بيانات من يشتريها وبخاصة إذا كانوا من المراهقين أو من صغار السن. فلماذا لا تبدأ وزارة التجارة بتطبيق مراقبة أكثر صرامة تجاه هذه الظاهرة التجارية غير المرخصة? بل من المفروض أن تعد الجهات الرسمية في وزارتي التجارة والداخلية ستراتيجية أمنية مشتركة تكافح إنتشار جرائم السكاكين بين بعض المراهقين والبالغين لأنها ستستمر تسقط الضحايا بشكل شبه يومي ما لم يتم تطبيق إجراءات حازمة بهذا الشأن. وسنتمكن مثلاً من مكافحة جرائم السكاكين عبر تكريس المزيد من حملات التوعية المكثفة في المدارس وفي الأسواق وفي المساجد وفي دور القرآن وفي المراكز الدينية الأخرى وفي مقار مؤسسات المجتمع المدني. إضافة إلى ذلك, يمكن تغليظ عقوبة الجرائم من هذا النوع كما حدث في بريطانيا قبل فترة مع إنتشار ما أطلق عليه آنذاك “ثقافة السكين.” وربما سيكون الحزم والتشدد في المراقبة في هذا السياق رادعاً أمنياً مناسباً سيساعدنا في مكافحة هذا النوع الغريب من الجرائم المعاصرة. ظاهرة المشاجرة التي تتبعها طعنة نافذة في جسد الضحية يجب أن تنتهي. واللة المستعان.

كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.