الحرية وما أدراك ما هذه الكلمة من أجلها قامت الثورات، ومن أجلها جاهد الإنسان ليكون حرا سيد نفسه غير مستعبد، يسبح بحمد فلان وعلان فعلام البعض عندنا يحرض ضد الحريات، وتضيق نفسه من النقد البناء، إن أتاهم نقد اتهموا صاحبه بما ليس فيه، هم فوق النقد،هكذا يظنون، ليخبرونا إن كان في الدستور مادة لا تبيح نقدهم، أم أن الدستور لا وزن له ولا قيمة بنظرهم القاصر… ضيقو أفق تراهم أكثر القوم لجاجة وصخبا ويقولون ما لا يفعلون!
الحريات هنا جعلت من هذا البلد منارة تضيء خارطة الشرق الأوسط فكم من بلد في هذه المنطقة يلفه الظلام الدامس لافتقاده الكلمة الحرة الصادقة والنقد وحرية التعبير بالقول والكتابة، ومن يظن في قرارة نفسه أن بإمكانه أن يعود بالكويت إلى الوراء فهو واهم، فدورة الحياة تسير إلى الأمام، فإن كان الربيع العربي قد عصف بكثير من البلدان المحرومة من الحريات فقد سبقنا نحن عالمنا بخمسين عاما بدستورنا الذي نفخر ونعتز به وبمن وضعه وساهم في إرساء الحريات وكرامة الإنسان وأولها حرية التعبير عن الرأي، وقد آن الأوان أن يرعوي البعض، ويعود إلى جادة الصواب والحق لا أن يكابر ويحرض ويدعو إلى القمع والتضييق وحرمان الناس من حقوقها كما كان الحال قبل العام 1962.
* * *
غرد أحدهم بالأمس وليته لم يغرد متهما النائب السابق مرزوق الغانم بأنه خطر على الديموقراطية برمتها كيف يا أخا العرب؟…أفهمنا جوزيت خيرا لعلنا نستفيد مما تعرفه من ممارستك قراءة الفنجان!.. مرزوق الغانم كان أول المقاطعين للانتخابات والرافضين لمرسوم الصوت الواحد قبلك وقبل كتلتك وجماعتك ولم يزايد على أحد ولم يحرض على الخروج إلى الشارع عكسك أنت يا من حرضت الأطفال والمراهقين على كسر القوانين، وزججت بهم في السجون، وضحيت بمستقبلهم دون أن تأبه بحالهم أو حتى تعتذر لهم أو لآبائهم المغلوب على أمرهم!
وقديما قيل «لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك» فكفاك تدليسا وكذبا تدعي النزاهة والحيادية وأنت أبعد منها كبعد السماء عن الأرض تتبع بوصلة مصالحك الخاصة فقط لا غير!
twitter:@alhajri700
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق