ألقى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه كلمة في مؤتمر قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المقام في مملكة البحرين اليوم الاثنين الموافق 24 ديسمبر 2012 وفيما يلي نصها ..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين صاحب الجلالة الأخ الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة أصحاب الجلالة والسمو معالي الأمين العام أصحاب المعالي والسعادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسرني أن أتقدم لأخي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وإلى حكومة وشعب مملكة البحرين الشقيقة بجزيل الشكر والامتنان على ما أحاطونا به من حسن وفادة وكرم ضيافة وإعداد متميز لهذا اللقاء الذي يأتي متزامنا مع الاحتفالات التي يشهدها أشقاؤنا في كل من مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر بمناسبة أعيادهم الوطنية متمنيا لقياداتها موفور الصحة ولشعوبها الشقيقة كل التقدم والازدهار . وإننا لعلى يقين بان حنكة ودراية جلالته ستشكل إضافة تثري دون شك تعزيز مسيرة التعاون مشيدا بالجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية الشقيقة خلال ترأسها أعمال دورتنا السابقة والتي أسهمت في تعزيز عملنا الخليجي المشترك وأضافت جهودا مشهودة ومقدرة إلى صرحه الشامخ .
كما لا يفوتني هنا أن أتوجه إلى الباري عز وجل بالحمد والثناء على سلامة أخي العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز متقدما بأخلص التهاني إلى أخي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وإلى الشعب السعودي الشقيق مبتهلا إلى الله جلت قدرته أن يديم على خادم الحرمين الشريفين نعمة الصحة والعافية ليكمل مسيرة الخير والنماء لشعبه ووطنه وأمته .
أصحاب الجلالة والسمو نجتمع اليوم في لقاء الخير على أرض مملكة البحرين الشقيقة في ظل استمرار الظروف والمتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم بأسره بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص الأمر الذي يتطلب استمرار تشاورنا ويؤكد على أهمية لقائنا لمراجعة ما تم اتخاذه من خطوات وتدابير لمواجهة تلك الظروف بما يكفل تحصين مجتمعاتنا ويحقق تطلعات شعوبنا في الأمن والاستقرار والازدهار ورغد العيش فلاتزال أمامنا صيغ عديدة لعملنا المشترك تستوجب منا تحقيق الفاعلية لها وصولا إلى أهدافنا المنشودة وبما يكفل تعزيز مسيرة تعاوننا الخليجي المشترك .
أصحاب الجلالة والسمو احتفلنا قبل أسابيع بحصول دولة فلسطين على صفة مراقب في الأمم المتحدة وهو نجاح دبلوماسي مميز حققته عدالة القضية بما يستوجب استغلاله في حث المجتمع الدولي ومجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية للاضطلاع بمسؤولياتهما التاريخية بالضغط على إسرائيل لحملها على القبول بالسلام والإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة بموجب قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. إن العدوان الهمجي الإسرائيلي الذي وقع على غزة مؤخرا وما خلفه من قتل ودمار يؤكد ما نقوله دائما بأن هذه المنطقة لن تنعم بالأمن والسلام ولن تشعر شعوبها بالعدالة دون حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة وإذعان إسرائيل لهذه الحقيقة الجلية .
أصحاب الجلالة والسمو إن مما يدعو إلى الآسى والألم إن الجرح السوري لازال ينزف وآلة القتل تتواصل لتقضي كل يوم على العشرات من الأشقاء في سوريا فلم ترحم تلك الآلة وهن من هو طاعن في السن أو براءة طفل أو قيلة الحيلة لامرأة ثكلى حيث أحالت العمار إلى دمار وأدى تواصل القتل إلى تحطيم آمال وتطلعات أبناء الوطن الواحد في بنائه وتعميره . ومما يضاعف من الأسى والألم إن الدلالات على قرب نهاية هذه المأساة لازالت بعيدة المنال رغم الجهود الإقليمية والدولية لتتضاعف بذلك معاناة الشعب السوري الشقيق في الداخل والخارج مما يستوجب معه أن يتحرك المجتمع الدولي وبشكل فاعل وسريع لوضع آليات يتحقق من خلالها دعما إنسانيا يخفف من معاناة الأشقاء ويضمد جراحهم .
ويسرني في هذا الصدد أن أعلن لمجلسكم الموقر واستجابة لعرض معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون بعقد مؤتمر دولي للمانحين لدعم الشعب السوري إن دولة الكويت قد وافقت على استضافة هذا المؤتمر في نهاية شهر يناير المقبل يتولى تقديم المساعدات الإنسانية مؤكدا إن دعمكم لهذا المؤتمر وإسهامكم في فعالياته سيكون عاملا حاسما في تخفيف المعاناة التي نسعى إلى رفع وطئها عن الشعب السوري الشقيق .
إن وحدة المعارضة السورية والتي تحققت مؤخرا بالإعلان عن إنشاء الائتلاف الوطني السوري والذي حصل على مباركة وإعتراف إقليمي ودولي واسع يعد خطوة هامة تسهم دون شك في تمكين أبناء الشعب السوري الشقيق من توحيد صفوفه وسعيه إلى تحقيق تطلعاته المشروعة .
أصحاب الجلالة والسمو نجدد الدعوة إلى الأصدقاء في الجمهورية الإسلامية الإيرانية للاستجابة إلى دعواتنا لهم بإنهاء القضايا العالقة بين دول المجلس والجمهورية الاسلامية الايرانية لاسيما قضية الجزر الاماراتية الثلاث المحتلة وموضوع الجرف القاري وذلك من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى التحكيم الدولي كما ندعوهم إلى الوفاء بمتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتجاوب مع الجهود الدولية المبذولة لتجنيب الشعب الإيراني والمنطقة بكاملها أسباب التوتر وعدم الاستقرار لتنصب الجهود والإمكانيات جميعها لتعزز الاستقرار والتنمية في دول المنطقة .
إن القلق الذي انتاب دول المنطقة جراء ما تناقلته وسائل الأعلام مؤخرا عن الخلل التقني الذي أصاب محطة بوشهر النووية يؤكد أهمية ما ذكرناه سابقا من حتمية تعاون الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والالتزام بمعاييرها وشروطها ضمانا لسلامة دول المنطقة وشعوبها من أي أثار إشعاعية محتملة لا سمح الله. أصحاب الجلالة والسمو أتقدم بخالص الشكر والتقدير لمعالي الأخ الأمين العام عبداللطيف راشد الزياني على ما بذله والعاملين في الأمانة العامة من جهود كبيره للأعداد لهذا الاجتماع .
وفي الختام لا يسعني إلا أن اكرر الشكر لأخي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشعب البحريني الشقيق .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قم بكتابة اول تعليق