منذ أيام حلت الذكرى السابعة عشرة للشاعر الكويتي خالد العياف، الذي رحل عن دنيانا في 16 ابريل من عام 1995، مخلفاً تراثاً شعرياً ثرياً بكل ألوانه، اذ ولد العياف بمنطقة المرقاب في العام 1939 لعائلة عريقة تمتد جذورها لقبيلة الدواسر عرف عنها عشقها للأدب والشعر.
أثرى الراحل مكتبة إذاعة الكويت بما يقارب 250 أغنية، وهو رقم قياسي بالنسبة لإنتاج شاعر غنائي كويتي في ذلك الوقت، كما قدم للمكتبة العربية عدة دواوين مطبوعة منها «أغنياتي» في العام 1968 و«همساتي» 69 و«حكاياتي»71 و«من حياتي» 72 وكان بصدد الإصدار الخامس، الذي اختار له اسم «أمسياتي» إلا أن القدر لم يمهله.
نساء العياف
جمع العياف أسماء نسائية كعناوين لقصائده، ومنها.. رقية، مضاوي، أمينة، رباب، غنيمة، زهرة، عواطف، العنود، شاهة، هيلة، دلال، لطيفة، واخرى كثيرة.
أما الشعر الوطني، فغنى له الدوخي «الفرحة الكبرى» وسعود الراشد «بلاد العز» ومحمود الكويتي «دار السعد» التي جاءت على إيقاع «العرضة» وله قصيدة كتبها ولاء لأمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم، بعنوان «قائدنا».. وتقول كلماتها:
«ايدنا بأياديك يا قائدنا
واحنا أنصارك يا رائدنا
ياللي ساكن في القلوب
احنا حضورك من كل صوب»
فهد العسكر
وربطت العياف علاقة حميمة، بشاعر قدير هو الراحل فهد بورسلي الذي يدين له بالفضل في صقل موهبته الشعرية، وعندما رحل عن الحياة، كتب فيه قصيدة رثاء، قال في بعض أبياتها:
بكيت وهلت الدمعة/ على اللي انطفى شمعه/ وأنا أقرى في أشعاره/ وأردد ماضي أخباره/ فهد اللي ترك داره/ وودع بالشعر ربعه/ بكيت وهلت الدمعه/ ما ننكر أبد فعله.
كما ساعد العياف كثيراً من المبدعين الكويتيين وأبرزهم الملحن الكبيرغنام الديكان الذي يدين له بالفضل في دخوله الإذاعة. وتألق العياف في شعر المناسبات الدينيه فغنى له محمود الكويتي أغنية «جانا بشيره» بمناسبة قدوم شهر رمضان.
وكان للعياف مساهمة أكبر نصير في بناء صرح مدرسة «الفنون الشعبية» في الخليج، وأبرزهم صاحب الصوت الدافئ عوض الدوخي في العديد من الأغاني العاطفية، مثل «ساحر العشاق» و«البارحة» و«على حبي» و«يا من جماله» و«بعد الغياب» و«ملك روحي» و«على بالك» و«لا تقول صافحني».
تعاونات مع العمالقة
وامتدت تعاوناته الفنية مع الكبار، الى عايشة المرطة التي تغنت بالتحفة الغنائية «مباركين عرس الاثنين» وهي من أشهر الأغاني التي مازالت تغنى في الأفراح الكويتية حتى الآن.
وغنى له المطرب محمد المسباح بإيقاع بحري «من عيني الثنتين» وصالح الحربي «يا كحيل العين» كما سجل العديد من الأغاني لفرقة التلفزيون مثل«يا بدر محلاك».
ولم يترك العياف سفير الأغنية الخليجية عبدالله الرويشد، دون أن يمد معه جسور التعاون، فكانت الثمرة أغنية «أهلي عنك أبعدوني».
عبر الحدود
عبر قصائد الراحل خالد العياف الحدود، ليغني له كبار نجوم الغناء في الوطن العربي مثل وديع الصافي، وكارم محمود، وسعاد محمد، وعلية التونسية، والعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، الذي كتب له أغنية «يا هلي.. يا هلي» عندما زار الكويت، ليحفر اسمه في تاريخ الأغنية الخليجية والعربية.
رحل عنا العياف جسداً، ولكن ذكراه مازالت حاضرة على مر السنين وعبر الأجيال المتعاقبة.
قم بكتابة اول تعليق