اليأس جعل شعر رأس الكويتي، أبيض إلا من شعيرات سوداء، ولولا بصيص الأمل الذي يتعلق به بين الفينة والأخرى، لكان السواد أكثر بياضا من محيطه، كيف لا يشيب وهو يرى المليارات من الدنانير تتناثر يمينا وشمالا، الكل يأكل من كعكة الوطن، إلا أنت أيها الأشيب وعليك أن تجد حلا ولو بالحيلة فأنت ترى رأي العين أن حاتم الطائي لم يمت فمازال ورثته أحياء يرزقون، ولو سألت مسؤولا في هذا البلد عن المليارات والملايين التي تهاجر قسرا إلى حسابات زعامات وأنظمة أجنبية، سيأتيك الرد ديبلوماسيا أن هذه سياسة ثابتة منذ عقود لا نستطيع تغييرها!
المضحك أن هذه السياسة أقرب شبها بعين عذاري التي تسقي البعيد وتترك القريب ظمآن عطشان يستجدي القطرة لعلها تعيد إليه الروح!
هناك الكثير من المليارات وهناك حساد لا يبتغون الخير لمواطنيهم، لو كانت المسألة تتعلق بأحدهم لملأ الدنيا نحيبا وعندما يتعلق الأمر بالمواطن تجده في رحلات مكوكية تحريضية بين المسؤولين لكي لا يهنأ الأشيب بالراحة، مادام في الحياة الدنيا!
لا حجة للحكومة الجديدة فلديها مجلس أمة جديد مسالم أقرب إلى قلبها من سابقيه، وبإمكانها إن كانت صادقة في تلمس الهموم الشعبية، أن تزيل المنغصات التي تنكد معيشة المواطنين بدلا من جعلهم ورقة تساوم عليها عند الأزمات السياسية كما كان الحال مع الحكومات السابقة، وبمعيتها مجالس الأمة المتعاقبة، والتي لم يجن المواطن من ورائها سوى المزيد من الندم والحسرة على ضياع أعوام من عمره قضاها في الأحلام الوردية!
twitter:@alhajri700
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق