منذ ان وعينا على السياسة عرفنا أن القمم الخليجية لا تلتئم ولا تجتمع إلا لمناقشة «الامن»! فالشيء الوحيد المفهوم لهذه القمم والذي لا يجد أي معارضة ولا الكثير من النقاشات مواضيع كـ «الأمن»، والتنمية الأمنية، والتعاون الأمني، والاتحاد الأمني، والانسجام الأمني، والعلاقات الأمنية، وكل شيء أمني!
المدهش في الامر أن الامين العام للمجلس الدكتور عبداللطيف الزياني يعلق على القمة بأنها لتنمية البشر وأن لها خمسة اهداف استراتيجية. وللأمانة الاهداف الخمسة مختلفة وتنوعت بين «الأمن» والتنمية البشرية والاقتصاد، لكن الشيء الوحيد الذي تحقق ومازال يتحقق ويحقق النجاح لسياسة المنطقة ملفات على شاكلة سورية والمبادرة اليمنية والجزر الاماراتية والنووي الايراني والخلايا والشبكات الارهابية والعنف في البحرين لا أكثر.
أتذكر أن المجتمعين اتفقوا في اول مجلس تعاون خليجي أن يتعاونوا فيما بينهم في جميع مناحي الحياة، لكن ومن دون مبالغة لم يتحقق شيء باستثناء النجاح فيما يخص الامن. بل الان يوجد توجه للاندماج أكثر صوب الاتحاد، وهو اتحاد لا يُفهم معناه إلا في اطار ما قاله الامين العام بأنه لتحقيق الحماية لدول المجلس وشعوبها من خلال الدفاع والامن والاستعداد للتعامل مع كافة التهديدات والمخاطر.
طيب هذا عرفناه منذ زمن بعيد، لكن ماذا عن الاهداف الاستراتيجية الاخرى التي ظلت شعوب المنطقة تتوق لتحقيقها على أرض الواقع؟ أين التكامل الاقتصادي، التكامل العلمي، التكامل الثقافي، التعاون في المجالات الانسانية البعيدة عن السلاح والعنف! لماذا لا يتحقق النجاح مع مجلس التعاون إلا في الأمن فقط! كيف ستتحقق التنمية البشرية بحسب الامين العام؟ كيف سيتحقق الرفاه الاقتصادي للشعوب ونحن لا نزال منذ نصف قرن نعتمد على النفط كمصدر دخل رئيسي وإن فكرنا لم نتجاوز تبادل المجرمين أو المعلومات الاستخباراتية؟
hasabba@hotmail.com
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق