لم يعد تاريخ أي بلد حكراً على أبنائه، كما كان في الماضي، فلقد اتسعت صفحات التاريخ لأي بلد كان، ليشمل أي رجل من رجال العالم قدم له خدمة، لذا من منا لا يذكر دور واسم ذلك الرجل الأميركي الجنرال المتقاعد نورمان شوارزكوف الذي قاد جيوش التحالف بكل اقتدار وإصرار، فحرر تراب بلدي من جنوبه إلى شماله، رجل طبعت صورته في مخيلتنا قبل أن يطبع اسمه في صفحات تاريخ بلدي، فقد كان قائداً لعملية «عاصفة الصحراء»، وأحد أبطالها، وقد أدارها بكل عزيمة وجدارة، وكانت يومها معركة كبرى لتحرير بلدي من عدوان ظالم طاغ. بطل طبع اسمه على رمال صحراء وطني، قبل أن يوقع باسمه على صفحات تاريخه، ولو كنت أستطيع السفر إلى بلاده للمشاركة في عزائه لكنت من ضمن أولئك المشاركين، فلقد شعرت بشيء من الحزن حين أبلغني ابني بخبر وفاته. ومن هنا أبعث خالص العزاء عني وعن كل مخلص من أبناء وطني إلى كل أفراد عائلته الكريمة، والعزاء موصول أيضا للشعب الأميركي الصديق، ولرئيس الولايات المتحدة الأميركية السيد باراك أوباما، والرئيس الأسبق جورج بوش، فلك منا أيها الرجل العظيم خالص الشكر والتقدير، فقد رحلت جسداً وسيظل اسمك ودورك الطيب مغروسين غرساً في ذاكرة أبناء وطني، ممن يقدرون أدوار الرجال وأفضالهم، فكيف إذا كان ذلك الفضل بعد الله، لك دور كبير، وقائد فذ يوم حررت الكويت من الظلم الذي أبكى الرجال قبل النساء، فشكراً لكل من شارك في ذلك التحرير، شكراً لإخوتنا في الإنسانية أينما كانوا.
أخيراً من الواجب علينا أن نرفع اسم الجنرال المتقاعد نورمان شوارزكوف على أي معلمة عسكرية، ولو على الأقل كواجب متواضع منا له ولأسرته ووطنه.
* * *
• ملاحظة: بمناسبة العام الجديد للسنة الميلادية، نتمنى أن يسود السلام والوئام والعدل على هذه الأرض الطيبة.. وكل عام وأنتم بخير.
بدر صالح الرشيد
alrushaid_bader@hotmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق