هناك شكوى متكررة من قبل الكثيرين من المواطنين وغيرهم من مواطني دول الخليج، من الذين يذهبون لزيارة المراقد المقدسة في العراق، يشكون من التعسف في التعامل معهم من قبل موظفي منفذ العبدلي، هذه الشكوى تتكرر مع كل مناسبة دينية للشيعة مثل زيارة الأربعين.
نعلم أن في نفوس البعض ما فيها على الشعائر الحسينية، وهذه المشاعر العدائية تنعكس على شكل تصرفات استفزازية لا تخطئها العين، مثل التأخير المتعمد لساعات والتعامل الفظ، وقلة عدد الموظفين مقارنة بعدد المسافرين، وإذا كانت هذه المشاعر تخص أصحابها فإنه لا يجوز للدولة أن تسمح لبعض موظفيها ممن يحملون هذه المشاعر بممارسة عقدهم الدينية على مواطنين لم يرتكبوا جرماً سوى أنهم يريدون ممارسة شعائرهم الدينية حسب معتقداتهم، وهنا تقع المسؤولية المباشرة على وزير الداخلية بشكل خاص في مراقبة تصرفات أفراد الداخلية في منفذ العبدلي، وانتقائهم بعناية ومحاسبة المتجاوزين منهم، لأن استمرار هذه الممارسات البغيضة سوف تزيد من الحساسية الطائفية التي نحن في غنى عنها.
من ضمن الشكاوى في التعسف مع زوار الحسين (ع) إصرار وزارة الداخلية على اشتراط استخراج تصريح للمغادرة عبر منفذ العبدلي. إذا كان اشتراط تصريح المغادرة أمراً مبرراً في السنوات التي تلت سقوط نظام صدام نظراً للانفلات الأمني الكبير في العراق في ذلك الوقت، والخوف على سلامة المواطنين الكويتيين، فإن هذا المحذور الأمني انتفى منذ عدة سنوات بعد استتباب الأمن بنسبة كبيرة، وخاصة في محافظات الجنوب العراقي، فلماذا الإصرار على ضرورة الحصول على ترخيص مغادرة بالخصوص من العبدلي؟ إذا كان الدافع لذلك هو الخوف على المواطنين من دخول العراق فإن الأولى أن يكون ذلك شاملاً حتى لو كان عبر الطيران من دولة ثالثة، لكن الإصرار على التشدد في ذلك للمغادرين مباشرة من الكويت إلى العراق أمر يدعو للغرابة، ويثير الشكوك والريبة في دوافع هذا الإصرار.
تعليق: لأن محمد هايف لابد أن يكون له في كل عرس قرص، ولابد أن يستفرغ مكنونات صدره أطلق تصريحه الذي استغرب فيه توزيع وجبات على «حجاج قبر الحسين تفوق ما وزع على حجاج بيت الله». لا أعرف ما دخل هايف بهذا الأمر، ولماذا يدس أنفه فيما لا يعنيه. تصريح هايف تصريح مقيت، ولذلك نقول لهايف ومن هو على شاكلته ممن تغيظهم ملايين الزوار الذين يتوافدون على كربلاء لإحياء ذكرى استشهاد الحسين، نقول له كما قالت زينب أخت الحسين عليهما السلام لمن قبله «كد كيدك واسع سعيك، فوالله لا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا، وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد، ثم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين».
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق