منذ أربع سنوات كانت آخر زيارة لي لدولة قطر، وقد زرتها أخيراً وشهدت تطورا رائعا بالعمران ومجمعات الأسواق والمرافق والسياحة والبنية التحتية يستحق الإشادة به، ويحق معه لقطر وشعبها أن يفخروا بذلك، وهي سمة بارزة على جدية الحكومة ومؤسساتها، ويعطي مثالا متجددا للنجاح الوطني في المشاريع التنموية.
وقبل أن يبدأ البعض منا في التقليل من شأن هذه الإنجازات، كما يفعل ذلك حينما نتحدث عن إنجازات دبي وأبوظبي، أود أن أشير إلى تطورات أكثر أهمية ومحورها يعتبر أساسيا لأي مجتمع يتطلع أن تصبح فيه المسارات التنموية متكاملة ومستمرة.
فقد شهدت كل من دبي وأبو ظبي وأخيرا ما شاهدته في قطر التطورات الأخرى الآتية:
– اهتمام حقيقي في تنمية الإنسان والمواطنة.
– توفير كل مظاهر الرعاية الحقيقية التي تكفل تنمية المواطن من تعليم مدروس ومتطور وخلاق ورعاية اسكانية فورية تبعد شبح قلق الشباب على مستقبلهم وتوفير مسبق للوظائف في القطاع الخاص قبل العام، بناء قطاع خاص منتج وشريك في تحمل تبعات المساهمة بالتنمية وتكلفتها لا يقوم على فكر الأخذ دون العطاء، فيلزم بتوظيف المواطنين حقيقة لا شكلا، ويلزم بتقديم خدماته بجودة عالية وأسعار اعتيادية، لا يحظى بخدمات البنية الأساسية بأسعار رمزية ومدعومة بل يدفعها بقيمتها السوقية، وإلى جوار ذلك يدفع ضرائب متعددة للدولة.
– صرامة الدولة وانضباط عمل مؤسساتها.
– القضاء على مظاهر الفساد والترهل الإداري، فلا تساهل بالغياب أو الخروج أثناء العمل
– التزام الحكومة بسياسات العقاب الصارم والثواب الجزل مع موظفي الدولة مما لا تجد معه غيابهم عن العمل أو انتاجية غير محسوسة.
– محاربة جادة للواسطة والمحسوبية التي دمرت مجتمعاتنا العربية.
– نظافة متميزة في الشوارع والمرافق السياحية وبين البيوت تبرز وجهاً حضارياً مطلوباً، عدم تأجيل للمشاريع أو تأخيرها بسبب مراجعات بيروقراطية، وتعقب شديد لمفاصل عرقلة المشروعات والمعاملات.
وبعد، وما هو أهم من ذلك، هناك خطة وبرنامج محدد لتنفيذ المشروعات وأجل زمني للتنفيذ، ومحاسبة المسؤول قبل المقاول، وهكذا يصنع النجاح.
اللهم إني بلّغت..
أ.د. محمد عبد المحسن المقاطع
dralmoqatei@almoqatei.net
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق