معكم أمضيت اسبوعا ما بين وداع عام غير مأسوف عليه واستقبال عام جديد حاملا نسمات ايجابية لعلها تمحو ما مر بنا من عسر، وفي مواقع عدة:
1- اولها النطق السامي: بعد ارتياحنا من قول سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح الذي اهدانا اياه في افتتاح مجلس الامة الجديد هلت علينا نسائم البحرين وقدم لنا (سموه) جرعة جديدة من الارتياح بتسميته (لقاء الخير) اولا وتبيان اهمية مثل هذه اللقاءات لمواجهة الظروف السياسية والاقتصادية والزمنية وثانيها وجوب تحصين مجتمعاتنا بواسطة تحقيق متطلبات الشعوب بالاستقرار والازدهار وثالثها: بث روح الفاعلية للوصول الى المنشود.
2- احترام مجلس الامة الشبابي روحا ومعنى لعلاقتنا به كشركاء بإعلانه ما يشابه جدول اعماله في نفض الملفات المتراكمة وخاصة فيما يتعلق بالاتفاقيات الدولية 1/9 والقضية الاسكانية 3/5 والازمة المرورية 3/19 والبطالة 4/2.
ولما كان لا سبيل لحل العقد الا بمواجهتها بصراحة وصدق وشجاعة فقد كان اسبوعا كاشفا للمستور من المآسي.
وعلى سبيل المثال لا الحصر: (الجريمة) التي ارتفعت عام 2012 بنسبة %10 التي جعلت وزارة الداخلية تدق ناقوس الخطر بإعلانها بان اكثر من خمسة عشر الف جريمة حدثت خلال الشهور التسعة الاخيرة وان اكثر من عشرة آلاف مواطن ومقيم متورطون في تلك الجرائم، فتصدرت ذلك محافظات حولي 3.620 جريمة ثم الفروانية 3.343 جريمة ثم العاصمة 2.869 جريمة.
لكن المؤلم في الامر انما هو ضلوع شبابنا من طلاب المدارس حيث اعترف مسؤول تربوي (لصحيفة القبس) قائلا: (سكاكين وآلات حادة وضرب معلمين في مدارسنا) مما حث (الداخلية) ان تشير اشارة واضحة المعالم للأهل بافتقاد الجو الاسري الحميم في بيوت المضطرين لممارسة هذا الخراب بالاضافة الى ضعف المدرسة (كإدارة) والى المعلمين كذلك كموجهين في مواقع تسمى (التربية والتعليم).
كما يسلط هذا الحال الضوء على انعدام التأهيل الاداري مما جعل (الضعف) يخيم على المدارس من الادارة الى المعلمين.
صحيح ان ضعف الادارة وجهلها بالمعنى والمهمة يخيم على البلاد في جل المواقع وخاصة (الحكومية) الا ان سيطرة هذا الضعف على الادارة المدرسية قضية كارثية حيث الافتقاد للقيادة السلوكية الاخلاقية والحازمة يتقدم في الاهتمام على تعليم المناهج التي طالها الكثير من التمزيق باسم التبسيط مضافا الى ذلك الكرم الحاتمي في اعطاء الدرجات خوفا من عواقب غير محمودة.
ناهيك بلملمة اوراق الفوضى بإيقاف حركة التجاوزات والقرارات المزاجية والتي تمت ومازالت عجلتها تدور في الدوائر الحكومية بعيدا عن اللوائح والقوانين المنظمة.
آمل ان تلجم مع الحكومة والمجلس الجديدين اذ يكفينا ما علمناه عن الآلاف من الشهادات المزورة والعجز الفاضح عن كيفية التعامل بها..
وكذلك مرجحة جمعية المحامين ما بين صفة الجمعية او صفة النقابة رغم كونهم ارباب قانون.
اما تتويجا لما سبق فهو في عودة الدكتورة فريدة الحبيب الى مركزها الوظيفي بواسطة المحكمة الادارية بعد ان اقتلعها الوزير السابق للصحة فاستعادت موقعها بتسجيل قضية في المحكمة التي حكمت لصالحها ولا احد قد دفع ثمن ذلك الا الدكتور الجار الله الذي عُين في موقعها واضطر بعد صدور الحكم ان يعود الى موقعه السابق فمن يدفع ثمن ذلك؟؟
ان ما يزيد في ارتياحي في العام الجديد هو هذا الكشف المبرمج للاخطاء كبيرها وصغيرها لانه بهذا الكشف الشفاف لهذه الامور بلسم قد يقود الى الاستقامة التي طلبناها من المجلس والحكومة الجديدة وأظنها اليوم على العتبة الاولى لهذا المسار الطيب.
وفق الله الجميع لصالح الوطن ثم المواطن.
فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق