عبدالمحسن جمال: ظاهرة العنف المتكرِّرة

أعمال العنف في البلاد تحتاج إلى وقفة لدراستها أولاً، ثم معالجتها، ليكون الهدف النهائي القضاء عليها.

الجرائم العنيفة أخذت في الازدياد منذ التحرير إلى الآن، حتى وصلت إلى القتل والاعتداء لمحاولة القتل، وهي جرائم لم تكن بهذا الحجم سابقاً!

وإذا أضفنا إليها السرقات المتكررة يومياً، سواء للأملاك العامة أو الخاصة، ناهيك عن «الهوشات» التي أصبحت «سيناريو» يوميا هنا أو هناك.

لابد إذاً من دراسة هذا النوع من السلوك الإجرامي، لتحديد السن العمرية لمرتكبيها أولاً، ثم جنسياتهم وأماكن حدوثها، لتتم بعد ذلك دراسة الأسباب، التي قد تكون منها: البطالة المكدسة في البلاد، حيث عدد الوافدين الذين لا يعملون آخذ في الازدياد، وكذلك المحرومون من رواتبهم، وهم بعض العمالة البسيطة الذين يأتون الى البلاد للأعمال الهامشية، ثم لا تعطى لهم الرواتب، مع قلتها!

وكذلك، من هم في مرحلة الشباب، وهي المرحلة العمرية الأكثر سعةً في الكويت من المواطنين أو المقيمين.

أما الأخطر من كل ذلك، فهو الاعتداء الذي ينتهي بالقتل، وهو الذي يحتاج الى دراسة معمّقة لدوافعها وأسبابها، خاصة ما يتم منها من دون سابق إصرار، وذلك بسبب «معارك» فورية واختلافات قد تكون بسيطة!

الاندفاع في «الهوشة» الى مرحلة القتل، حالة لا يقوم بها إلا إنسان مريض، تراكمت عليه الأمور حتى وصل الى درجة عدم المبالاة.

قد يكون عدم الشدة في تطبيق القانون هو أحد أسباب تكرار هذه الجرائم، وقد يكون ضعف الرقابة الأمنية سبباً آخر.

على كلٍّ، هذه الظاهرة من العنف تحتاج من المتخصصين الى دراسة عامة، وتحتاج من «الإعلام» الى تسليط الضوء عليها. فالأمن لا يأتي إلا من خلال قانون صارم يطبّق، ورجالِ أمن ساهرين على حماية مجتمعهم، وهذا ما يتمناه الجميع.

د. عبدالمحسن يوسف جمال

ajamal2@hotmail.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.