حين بدأت التدخين قبل ما يقارب الخمسين عاما، كنت أشتري علبة السجائر بخمسين فلسا، أما سعر «الكروز» الذي يحوي عشر علب فكان 400 فلس.
ولا أدري إلى أي سنة استمر هذا السعر، ولكنني أذكر أنه في أواخر السبعينيات من القرن المنصرم أوبداية الثمانينات بدأت منظمة الصحة العالمية بالتدخل في شؤون التدخين والمدخنين، وطالبت الدول بزيادة الضريبة الجمركية على السجائر للحد من التدخين وتقليل عدد المدخنين وصرنا نشهد زيادة تلو الزيادة في أسعار السجائر حتى وصل سعر العلبة ما يقارب الـ «700» فلس.
هذا هم رضينا به نحن المدخنين ولكن الهدف السامي لمنظمة الصحة العالمية لم يتحقق، فلم تقل أعداد المدخنين ولم يتوقف مدخن واحد عن التدخين ومن توقف فلم يكن بسبب زيادة السعر بل لأسباب خاصة به، وأزعم ان العكس هو الذي حدث فمن أعجزته الزيادة ولم يعد يتحملها لم يتوقف عن التدخين بل صار يدخن نوعا رديئا من السجائر وأكثر ضررا لأنه أرخص.
وياليت الأمر توقف عند حد الزيادة المالية بل صرنا نشهد محاربة للمدخنين تصل حد احتقارهم، فلجأت المطاعم والمقاهي الى تخصيص أماكن خاصة بالمدخنين عادة ما تكون هي أسوأ الأماكن، ثم تطور الأمر أكثر وأكثر فتم منع التدخين بتاتا في المطاعم والأماكن المغلقة والمجمعات التجارية.
ورضينا نحن المدخنين وانصعنا طائعين لتلك الإجراءات، ولكن ما حدث مؤخرا استفز المدخنين جميعا، وذلك حين قامت شركات صناعة السجائر مجبرة بوضع صور مقززة على علب التدخين لتنفيرنا من التدخين.
وهذا اعتداء سافر على حقوقنا كبشر، فنحن شأننا شأن بقية البشر نحب الجمال وننفر من الصور المقززة، فلماذا نجبر على رؤية تلك الصور المقززة رغما عنا ونحملها في جيوبنا ونتنقل بها هنا وهناك ويراها الآخرون من غير المدخنين.
هذا الأمر دفع بأحد التجار الشطار الى تصنيع حاضنات لعلب السجائر عليها صور فتيات جميلات أو مناظر طبيعية جميلة أو صور شخصيات عامة ذات جماهيرية.
فهل تراجع منظمة الصحة العالمية قراراتها، أم أنها تعد لنا سلاحا جديدا؟
katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق