نفت السفيرة الفرنسية لدى البلاد ندى يافي وجود اي جديد بخصوص شراء الكويت لطائرة الرافال الفرنسية، وعلّقت يافي في تصريح للصحافيين على هامش مشاركتها في الندوة التي نظمها المعهد الدبلوماسي تحت عنوان «العلاقات الكويتية الفرنسية» بالقول «لا جديد تحت الشمس»، موضحة ان هذا الامر قرار سيادي كويتي، مبينة ان التقرير الكويتي بخصوص «الرافال» كان جيدا، وان الطائرة اثبتت جدارتها على المسرح الليبي.
وعبرت يافي عن اسفها وخيبة املها من خطاب الرئيس السوري بشار الاسد امس الاول.
وقالت يافي: اصبت بحزن شديد وخيبة امل بعد سماع الاسد، على الرغم من انني لم اكن املك امالا كبيرة، وعلى الرغم من الجهود التي قام بها المبعوث المشترك الاممي العربي الاخضر الابراهيمي فانه للاسف الشديد خاب بصيص الامل، لاننا لم نكن نعول الكثير على القيادة الحالية في هذا البلد المنكوب الذي يدمى له القلب، لقد بدأت السنة الجديدة ولا نستشف حلا، ونتمنى الحل السياسي، ولكن مع من يتحاور المرء؟ فاذا كان هناك رفض للاطراف المعارضة فكيف يمكن التحدث عن حل؟
لا يأس
وتابعت يافي: نحن نستمر في البحث مع الاطراف كافة، ومع روسيا والصين، ولكن اذا كان لدى روسيا الموقف نفسه، فنحن لم ولن نتوقف عن البحث ولن نيأس، لان اليأس غير مسموح، والاهم اننا ندعم المعارضة ونساعدها ولابد من تقديم المساعدة الانسانية.
واضافت، لابد ان يفهم الاسد انه صور الامور وكأنها مؤامرة على سوريا، وليست مسألة معارضة نظام يستخدم كل الاساليب الوحشية لضمان بقائه على قيد الحياة، وهو يصور الامور وكأنه في عالم اخر، كل الدول المحيطة به تتآمر عليه وهذه خرافات.
وعن سياسة اميركا تجاه الازمة السورية قالت يافي: التعليق الاميركي على خطاب الاسد جيد جدا، وكذلك خطاب بريطانيا، حيث ذكروا انه منفصل عن الواقع، وهذا ما يحصل. ولم تعلق خارجيتنا لانه لا يوجد تعليق على مثل هذا الخطاب ولا يستحق التعليق.
علاقات
ووصفت يافي العلاقات الكويتية الفرنسية بالقديمة والمتجددة، التي تعود الى عام 1778 وبعد استقلال الكويت كانت فرنسا من الدول التي اعترفت بها، وكانت لنا محطات مضيئة، واستمرت علاقاتنا بصفاء تام وتفاهم على مختلف الاصعدة، لافتة الى ان ما يميز هذه العلاقات هو الاحترام المتبادل والثقة والصداقة وعدم وجود اي شد وجذب فيها. متحدثة على صعيد اخر عن مشاركة فرنسا بالعتاد والقوات خلال فترة تحرير الكويت، حيث امتزجت الدماء الكويتية بالفرنسية.
وعن الدور الفرنسي في العلاقات الكويتية العراقية، لفتت الى ان بلادها كعضو دائم في مجلس الامن تتابع عن كثب العلاقات بين الكويت وبغداد، موضحة ان هذه العلاقات شهدت تحسنا كبيرا تجلى في حضور سمو الامير القمة العربية في بغداد، وكذلك اصدار سمو الامير المرسوم المتعلق بالخطوط الجوية الكويتية والعراقية، لافتة الى وجود توجه قوي لحلحلة القضايا العالقة بين البلدين، موضحة ان بلادها تتابع وتشجع وتحرص على تطبيق وتنفيذ العراق لجميع القرارات والالتزامات الدولية.
ورأت ان الكويت مستعدة للتعاون لإخراج العراق من الفصل السابع، مشيدة بتفهم السلطات الكويتية بان النظام الحالي غير مسؤول عن الغزو.
وجدّدت حرص بلادها على دعم العلاقات، شريطة ان ينفذ العراق القرارات الاممية، آملة في ان تتحسن الامور الى الافضل.
وذكرت ان بلادها عندما ترأست مجموعة الثماني اختارت الكويت من دون غيرها، لتكون شريكة فرنسا لتترأس منتدى المستقبل، مؤكدة ان هناك تواصلاً مستمراً عبر زيارات متبادلة بين مسؤولي البلدين، كان آخرها زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الى باريس، لافتتاح القسم الاسلامي في متحف اللوفر، مشيدة بالدعم الكويتي السخي لمتحف اللوفر والذي قُدر بخمسة ملايين دولار، مشددة على ان بلادها تهتم بالحضارة الاسلامية.
وذكرت يافي ان العلاقات بين البلدين مستمرة ومتجددة، وهناك تشاور وتنسيق، مشيرة الى اهتمام الشركات الفرنسية ذات خبرة للمشاركة في خطة التنمية، التي بدأت تحصل على عقود.
تعاون عسكري
أما بخصوص التعاون العسكري بين البلدين فقد اشارت الى وجود تعاون في مجال التدريب والتمارين المشتركة، الى جانب المناورات العسكرية بين البلدين وتبادل الوفود العسكرية فيما بينها.
وبالحديث عن العلاقات الثقافية، اشارت يافي الى انشاء المعهد الفرنسي بفضل الاتفاقية المبرمة مع وزارة الخارجية، مؤكدة تشجيع بلادها لقدوم كويتيين اليها، ليس فقط من السياح، ولكن من المثقفين والفنانين، كاشفة عن مشاركة عشرة مخرجين شباب كويتيين في مهرجان الفيلم القصير في فبراير المقبل، الى جانب اختيار مخرج مسرحي كويتي، ليقدم اول عمل مسرحي مترجم للفرنسية، سيعرض في مرسيليا، التي ستكون عاصمة الثقافة للعام الحالي.
وبخصوص زيارة رئيس الوزراء الفرنسي الكويت قالت انها قائمة، ولكن لم يتم تحديد موعد لها حتى الآن، مبينة ان اللجنة الاقتصادية المشتركة التي يترأسها وزيرا مالية البلدين ستعقد في باريس خلال النصف الاول من العام الحالي.
خصوصية
ومن ناحيته، أوضح مدير المعهد الدبلوماسي عبدالعزيز الشارخ ان سفير الكويت لدى ايران مجدي الظفيري ركّز في محاضرته المغلقة صباح امس بخصوص العلاقات الخليجية – الإيرانية على العلاقات الكويتية – الإيرانية التي قال انها تتميز بخصوصية، من حيث انها علاقات عريقة وتقوم على مصالح مشتركة.
وأضاف: لقد أكد السفير الظفيري ان البلدين حريصان كل الحرص على هذه العلاقة التي تضمن في نهاية الامر الحفاظ عليها، وفق قواعد مشتركة، باعتبارهما دولتين جارتين ومسلمتين.
وذكر انه من موقع السفير الظفيري في طهران يستطيع ان يدرك المواقف الدولية تجاه ايران ومواقف ايران تجاه المجتمع الدولي، خصوصا فيما يتعلق بالملف النووي الايراني.
وأكد الشارخ ان المخاوف الكويتية من الملف النووي الايراني هي مخاوف دولية، موضحا ان رؤية السفير الظفيري تشير الى استعداد ايران للتعاون مع المجتمع الدولي في هذا المجال، حيث ان الكويت تحثّ الجارة ايران على التعاون مع العالم والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وكان الشارخ قد قدم السفير الظفيري باعتباره دبلوماسيا مخضرما مثّل الكويت في العديد من السفارات ومثّلها كمندوب دائم في جامعة الدول العربية.
وأشاد الشارخ بقدرات الظفيري في العمل الدبلوماسي، حيث انه عُيّن سفيرا للكويت في طهران منذ عام 2001.
قم بكتابة اول تعليق