نبيل الفضل: العقارب

يبدو أن هناك لبساً قد استفحل عند البعض لأنهم يكتفون بقراءة العنوان ويهملون النص. وقد يكون لمقالات عبداللطيف الدعيج دور في استفحال هذا اللبس وهو يشجب ما تقدمنا به مع بعض الزملاء لتغليظ عقوبة الإساءة للمقام السامي، فحق علينا أن نشرح للقراء خلفية الموضوع.
أولاً هناك المادة 25 من قانون رقم 31 لسنة 1970 تنص على الآتي «يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز خمس سنوات كل من طعن علنا او في مكان عام، او في مكان يستطيع فيه سماعه او رؤيته من كان في مكان عام عن طريق القول او الصياح او الكتابة او الرسوم او الصور او اية وسيلة اخرى من وسائل التعبير عن الفكر، في حقوق الامير وسلطته، او عاب في ذات الامير، او تطاول على مسند الامارة».
وحيث إن هذا الفعل المجرم قد تزايد ارتكابه في السنوات الأخيرة كوسيلة متعمدة لإسقاط هيبة الحكم والقانون، فقد كان لزاماً وطبيعياً أن نطالب بتغليظ العقوبة لردع الجريمة، كما تفعل كل المجتمعات الديموقراطية الحية مع كل أنواع الجرائم إذا ما تزايد ارتكابها.
كما كان يجب تحديث المادة لتشمل وسائل التواصل الالكترونية التي لم تكن معروفة عند تشريع المادة في عام 1970. وكان لزاماً أن نضيف أساليب «التلميح والغمز واللمز» التي لجأ لها البعض بكثرة أخيراً في تحقيق غرضه المشين من الإساءة.
كما كان واجباً منع اللجوء لتقليص العقوبة أو العفو عن هذا النوع من الجرائم لأننا رأينا ما حدث عندما مورس العفو والصفح عمن أساء للمقام السامي سابقاً.
لذلك فالذي قدمناه ليس بقانون جديد وإنما تعزيز لقانون سابق بتغليظ أحكامه وعواقبه لردع ودرء ما شاهدناه من تصاعد مريب في الإساءة للذات السامية التي تمثل كرامة الوطن.
فمن كان له تحفظ على المادة 25 الأصلية، فنحن نسأل عن سر صمته على مدى أربعين عاماً؟! ومن ليس له تحفظ عليها فما هي مشكلته مع ما قدمناه؟!
ومن توهم بأن تغليظ العقوبة هنا هو تجحيم لحرية التعبير، فنظنه قد اختلط عليه الأمر أو انه حصر حرية التعبير في مجال الإساءة للذات الأميرية!!
وبعد هذا وذاك، فإن ما قدمناه لا يعدو كونه اقتراحاً بقانون سيمر على اللجان المختصة ثم على المجلس للتصويت عليه ثم الحكومة لتوافق عليه أو ترده بمرسوم.
وهذا هو النص المعدل كما قدمناه، نرجو قراءته ومقارنته بالأصل ليكون الانتقاد على ما أضفناه إن كان هناك منتقد.
«يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تجاوز خمس عشرة سنة كل من طعن علنا او في مكان عام او في مكان يستطيع فيه سماعه او رؤيته من كان في مكان عام عن طريق القول او الصياح او الكتابة او الرسوم او الصور او التلميح او الغمز او اللمز او بأي وسيلة اخرى من وسائل التعبير عن الفكر والرأي بما فيها الوسائل الالكترونية المختلفة في حقوق الامير وسلطته او عاب في ذات الامير او تطاول على مسند الامارة. ولا يجوز تطبيق المادة 81 من قانون الجزاء بأي حال على هذه الجرائم».
ولأصحاب النيات والأهداف السيئة نقول إن تقديم مثل هذه الإصلاحات على التشريعات لم ولن يوقف سعينا التشريعي باقتراح قوانين مختلفة تصلح من الأزمات القائمة والتي ساهم بها نواب سابقون وكتاب مراؤون يمجدون النظريات على الواقع المعاش.
فيد تهدم الخطأ.. ويد تبني الصحيح.
– التظاهرة غير المرخصة والمخالفة للقانون التي قام بها بعض الناس مساء امس الاول كان يقودها في البداية جمعان الحربش وفلاح الصواغ – كما اشارت الصحف – وانتهت باعتقال د.حمد المطر ومحامي الدولة اسامة الشاهين!!.
هذه الاسماء تؤكد بان الحراك او العراك السياسي يديره الاخوان المسلمون ويقوده نوابهم وتشارك فيه كوادرهم وبعض المراهقين والاطفال ممن يدفع لهم البعض نقداً أو غيره للمشاركة.
كما ان كشف الاخوان اخيرا عن رؤوسهم يعطي دلالتين: الاولى بانهم هم من كان يقود التجمعات وان اصحاب الحناجر من نواب والمتحمسين من شباب لم يكونوا سوى ادوات وواجهات لاجندة الاخوان، سواءً بعلم او بغباء وجهل، والجهل ارجح.
والثانية، ان من كان يمد اجندة الاخوان بالجمهور والكثافة قد انفض عنهم اما لعودة عقل واكتشاف للمؤامرة، واما بسبب اليأس من عبثية الاسلوب.
وما رأه الناس بوضوح مساء الاحد الماضي هو ما كنا نحذر منه منذ زمن ولم يكن يريد سماعنا الكثيرون من اصحاب القرار، حتى رفعنا شعار حملتنا بالعداء للاخوان.
اليوم اتضحت الصورة حتى للعميان.
ولكن الذي ساءنا فعلا كان صورة حمد المطر مبتسما في باص الاعتقال وهو يستعمل هاتفه النقال، وصورة اسامة الشاهين وهو يرفع علامة الانتصار ووجهه مشرق بابتسامة تشبه الابتسامات الطفولية!!!
لماذا هذه الفرحة وعلى من هذا الانتصار؟! سؤال ازعجنا والاجابة قد تكون اكثر ازعاجا. فربما ان سبب الابتسامة هو ان الغاية كانت ان يتم اعتقال بعض النواب كي ترفع عنهم تهمة الزج بالاحداث وبالشباب في مواجهة القوات الخاصة!.
وقد تكون مرحلة من مراحل اجندة اكاديمية التغيير السافلة هي نشر صور نواب وهم معتقلون ليعطوا بعدا مصطنعا لما يقوم به حفنة من كوادر الاخوان!.
ربما وربما وربما، ولكن المؤكد ان سكان قرطبة كانوا سعداء بانتهاء الفوضى ونهاية الامر بالقبض على من هم خلف هذه الفوضى والعبثية.
وصدق مبارك الدويلة، فليس عندنا اخوان مسلمين!. وحدس ليست اكثر من حركة سياسية وطنية تريد الخير للكويت!!. ونظام الحكم يستاهل ما يلقاه على ايدي الاخوان الذين فتح لهم ابواب الرزق ومكنهم من كل شيء. فهذا جزاء من يأمن للعقارب.

أعزاءنا

رغم سرعة وعنف الحادث المروري، فقد رحل جاسم بتؤدة وهدوء. فارق الحياة ولم يستطعمها بعد. فقد كان رحيله قبل أوانه الطبيعي. ولكنها إرادة الله وقضاؤه الذي لا راد له.
كان رحيله فاجعة. فإن كانت الفواجع تظهر معادن الرجال، فقد رأينا في صديقنا العزيز أنور ابن صديقنا الأعز جاسم الخرافي ثبات قلب لا يليق إلا على الرجال، وشهدنا فيه صبراً لا يقواه إلا الرجال.
رحم الله جاسم وألهم ذويه السلوان. وخالص العزاء لآل الخرافي وآل الصبيح على الفقيد الغالي.
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.