عبد القادر: الدعم الكويتي للصومال لم ينقطع

ثمن وزير الدولة لشؤون الرئاسة الصومالي فارح شيخ عبدالقادر محمد الدعم الكويتي لبلاده والذي لم ينقطع حتى خلال تعرض الكويت للاحتلال العراقي، مشيدا بدعوة سمو أمير البلاد حكومة الصومال إلى السعي لإعادة الاستقرار والحوار ونبذ العنف إضافة إلى توجيهات سموه لدعم الصومال ولاسيما عن طريق الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.

وأشاد الوزير الصومالي الذي زار الكويت ضمن وفد حكومة بلاده الجديدة كوجهة أولية في الزيارات الخارجية أشاد في لقاء جمعه مع عدد من ممثلي الصحف المحلية بعلاقة مقديشو بالعالم العربي عموما والكويت خصوصا لافتا إلى أنها ممتدة من قرون، مؤكدا أن رغم الأزمة التي تعرضت لها الكويت خلال الغزوالعراقي فإن موقفها من الصومال لم يتغير في جميع المراحل.

وأشار إلى أن الحكومة الصومالية الجديدة اختارت الكويت كوجهة أولية للتعريف بنفسها، مبينا أنه حمل رسالة إلى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لاطلاعه على مستجدات الأمور، مضيفا «إننا وجدنا حميمة من صاحب السمو الذي كان يتردد على مقديشو وقت استتباب الأمن»، كاشفا عن نصيحة سموه للحكومة الصومالية بالسعى لإعادة الاستقرار من خلال الحوار ونبذ العنف وبناء مؤسسات الدولة التي تستطيع الحصول على ثقة المجتمع وعلى أن الكويت مستعدة للدعم بإمكانياتها.

وأضاف أن سموه وجه للإهتمام بالصومال خصوصا من قبل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والذي اجتمعنا مع القائمين عليه وناقشنا أوجه الدعم التي يمكن أن تستفيد منها بلادنا، لافتا إلى عدم بلورة أي مشاريع حاليا وإنما جرى تحديد الملامح لمشاريع في إعادة الاستقرار تسهم فيها الكويت خصوصا وأن سموه أبدى الاستعداد الكبير في أن تلعب الكويت الدور الكبير في إعادة إعمار الصومال.

وبين أنه ستتم دعوة رئيس الصومال لزيارة الكويت قريبا حيث سيتم التباحث في الجوانب التي ترى الصومال إمكانية تطبيقها من بناء القوات والمؤسسات وفق أسس شفافة وإعادة بناء الخدمات في التعليم والصحة والكهرباء.

وتطرق إلى العمل الخيري الإنساني الكويتي والذي لم ينقطع عن الصومال، معربا عن فخره بأن يكون ممن عملوا مع عبدالرحمن السميط الذي كان لي شرف العمل معه وزرته وكنت ألمس منه ما اعتدت من حبه لإفريقيا وقال لي «طال غيابي عنها» فكان حنينه لهذه القارة واضحا.

ولفت إلى أن الكويت كانت أحد البلدان التي لم تقطع مساعداتها عن الصومال رغم كل الظروف التي مرت بها كما أنها ارسلت قواتها للصومال وحتى في ظل الاحتلال كانت ترسل مساعداتها وسمو الأمير في العام الماضي تبرع بماله ووجه نداءه بمساعدة الصومال وكانت الكويت أكبر دولة داعمة للعمل الخيري وقلما تجد قرية خالية من آثار العمل الخيري الكويتي من مدارس وغيرها.

وبين أن خير الكويت مستمر ويزداد وكما لمسنا من سمو الأمير أن الكويت تعتزم إعادة إرسال شركاتها ولا تنظر للقبائل أو المشاكل، مشيرا إلى أنه لم تتعرض أي مؤسسة كويتية لأي أذى طيلة العقدين الماضيين.

واستعرض جانبا من الأحداث التي مرت بها الصومال خلال العقدين السابقين مشيرا إلى أنها مرت بمرحلة من فشل الدولة خلال العشرين عاما السابقة أدت إلى انهيار الدولة وانشغال الناس بالحروب التي نتج عنها آثار سلبية واتجه البعض إلى حلول غير مجدية من اتباع القبلية واستخدام السلاح والتدخلات أجنبية.

وأكد عبد القادر وجود تغييرات كبيرة جدا في البلاد الآن من استتباب للأمن وعودة الاستقرار ووجود قوات فاعلة تستطيع حماية الشعب ولاتمثل تهديدا للدول المجاورة.

واعتبر أن الوعي بدأ يعود إلى كثير من أبناء الصومال كما أن الحنين في ما بينهم يزداد وحدث تقارب في ما بينهم وبدأت فكرة التقسيم تزول حتى مع الأطراف البعيدة والمتباعدة في ما بينها والتي أعلنت الانقسام مع أرض الصومال وخصوصا بعد إختيار قيادة مختلفة وتشكيل حكومة بتوافق جميع الأطراف تميز رجالاتها بالنزاهة وبكونهم لم يشاركوا في الحروب وعاشوا في البلد خلال الفترة السابقة.

ولفت إلى أنه تم تشكيل حكومة صغيرة من حيث عدد الوزراء المشاركين ذات كفاءة وتخطت العقبات وتميزت بوضع أهداف محددة أهمها إعادة الاستقرار واللحمة والحوار مع الجميع.

وشدد على أن الفشل الذي شهدته بلاده كان في الدولة والمؤسسات وليس الشعب الذي بقي حيا وخرج من الأزمة بكفاءاته المحلية وبرامج أبنائه، مضيفا «إننا اليوم وأكثر من أي وقت مضى مجمعون على إقامة دولة وفق الأسس، واضعا فتح عدد من السفارات الأجنبية بما فيها سفارات للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والصين وتعيين سفراء لتلك الدول لدى مقديشو في خانة الثقة بعودة الأمن والاستقرار.

وجدد التأكيد على أن مايطلق عليه «فشل الدولة» انتهى وولى وأن ما جرى من انتخابات داخل البلاد وبإرادة صومالية رضي بها الجميع بالرغم من استمرار انتشار السلاح، إنما هو إشارة للسعي لإعادة الاستقرار، مشيرا إلى وجود رؤيا واضحة لدى القيادة الصومالية وأن العالم كله مقتنع بدعم الحكومة بدءا من دول الجوار والدول العربية والمجتمع الدولي.

وردا على وضع الخارجين عن القانون وتغلغل تنظيم القاعدة إضافة إلى وضع القراصنة في الصومال قال ان الذين يحاولون زعزعة الأمن من حركة الشباب هم الآن في أضعف أيامهم، فالحركة لا تسيطر على موقع معين بل تمت السيطرة عليها وبالرغم من وجود من يتبنى فكرها من الكثيرين الذين غرر بهم، إلا أننا وضعنا برامج هائلة لإعادة تأهيل من انخرط بها.

وأكد أن أن علاقة تنظيم القاعدة مع حركة الشباب وحمل السلاح كان له أسباب متعددة منها حماية أنفسهم نظرا لعدم حمايتهم من جهات أخرى ومنها لمآرب سياسية، معتبرا أن جهود الحكومة للحوار يجعل قضية حمل السلاح غير مجدية كما أن وصول قيادة لم ترفع السلاح شجع كثيرين على ترك السلاح باعتبار أنه ليس الحل، مضيفا «كثر هم الذين عاشوا يرتزقون من حمل السلاح ووضعنا لهم برامج تأهيلية وفي هذا السياق تأتي مطالبنا من المجتمع العربي والدولي».

ورأي أن حل مشكلة القرصنة يكمن في البر وليس البحر خصوصا وانه بعد الاستيلاء على السفن يتم تصريف مايتم الاستيلاء برا،مؤكدا وجود تراجع في حوادث القرصنة التي معظمها في المناطق الشرقية والشمالية، مشيرا إلى تخصيص برامج للتوعية بمشاركة علماء الدين وشيوخ القبائل، ومعتبرا الحل يكمن في إيجاد حكومة صومالية تحمي نفسها وغيرها ما يتعرض له من مشاكل.

واعتبر أن وجود 70 في المئة من الصوماليين ممن تقل أعمارهم عن ثلاثين عاما إضافة إلى انتشار البطالة واستخدم السلاح كوسيلة للعيش هي أمور تشكل إرثا كبيرا وثقيلا للحرب الأهلية وتحتاج لمشاريع دولية ولهذا طلبنا من الكويت دعم الحكومة الصومالية.

وأكد أن رؤية القيادة الصومالية تتمثل في أن المشكلة الصومالية – صومالية وتدخل دول الجوار أو غيرهم ليس سوى أعراض للمشكلة وليس المشكلة الأساسية والتي نتجت عن إنهيار الدولة، مشيرا إلى تحركات رئيس بلاده وزياراته لدول الجوار والتي أكدت على أن الحل في استقرار البلاد، مستبشرا خيرا بنتائج الزيارات وما تمخض عنها ومتحدثا عن العلاقة مع دول الجوار خصوصا اثيوبيا.

وشدد على أن دول القرن الافريقي لا تفكر بعقلية الماضي بقدر ما تفكر بالنهضة الاقتصادية والتعايش وحسن الجوار، مؤكدا أن عدم وجود دولة صومالية لن يحقق لدول الجوار الاستقرار.

وقال ان من بين برامج الحكومة لإعادة استتباب الأمن عدم الاعتماد على القوات الافريقية بل إعادة تدريب القوات الصومالية والإمساك بإدارة البلد ومعالجة أسباب حمل السلاح، موضحا أن من لا يستجيب للحوار سيجد من هو أقوى من المجموعات المتطرفة.

وعن التحضيرات لعقد مؤتمر لندن للمانحين قال انه في الماضي عقدت موتمرات كثيرة للصومال وشكلت الحكومة لجنة للمؤتمر بأولويات صومالية وليس من الخارج، لافتا إلى أن موتمر المانحين في لندن سيشهد مشاركة قوية جدا من دول العالم التي ستضع قضية الصومال في مقدم أولوياتها من إعادة أمن واستقرار وبناء دولة مؤسسات وديموقراطية.

المصدر “الراي”

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.