لم أعثر حتى الآن على سبب منطقي واضح يبرر ما إستند اليه منظمو ما يطلق عليها مسيرة “كرامة وطن” في اختيار هذه العبارة بالذات. فكلمة الكرامة (Dignity) تشير إلى شعور المواطن بالقيمة الأخلاقية وبالانتماء والولاء للوطن الكويت. وتتمثل كذلك في شعور المواطن الكويتي الحق بالتقدير المناسب في مجتمعه وشعوره كذلك بالفخر والاعتزاز الوطني. وهذه الميزات الأخلاقية والإنسانية النبيلة متوافرة بشكل واضح في سياقنا المحلي. فالمواطن الكويتي الحق هو من يشعر بقيمته الأخلاقية وأهميته كإنسان حر ومستقل بالنسبة إلى مجتمعه ووطنه كنتيجة لما يمارسه من سلوكيات إيجابية. فهو كفرد وكعضو مجتمع كويتي يملك مقومات عيش حياة إنسانية كريمة ومتكاملة وآمنة يكرسها ولاؤه وإنتماؤه الجسدي والمعنوي الكامل لوطنه, فمن يتمكن من تطبيق مبادئ وقيم المواطنة الحقة هو من سيضمن ومن سيؤكد كرامة وطنه عن طريق إلتزامه ووفائه بواجباته وبمسؤولياته الاجتماعية تجاه وطنه وتجاه مواطنيه الآخرين.
إضافة إلى ذلك, كرامة الوطن تتمثل في تكريس سلوكيات وتصرفات بناءة وإيجابية تهدف إلى خدمة الكويت الوطن والمجتمع. على سبيل المثال, لا يوجد رابط منطقي سليم ولا حتى علاقة لغوية مباشرة بين تأكيد وتكريس كرامة الوطن وبين ما يبدو أحياناً انها محاولات يائسة لتنفيذ أجندات فكرية تفريقية أو ضيقة الأفق. بمعنى آخر, كرامة الوطن تتحقق عندما يتجرد الفرد الحر والمستقل وبإختياره الشخصي من الميول التفريقية سواء كانت تعصباً قبلياً أو طائفياً أو تعنتاً فئوياً ويتطلع إلى تحقيق مواطنة عصرية وهادفة وعملية تخدم وطنه وتساهم في تطويره. ويربط المواطن الحق كرامة وطنه بإرادته الشخصية الحرة والخالية من التأثيرات اللاحيادية. وترتبط كرامة الوطن كذلك بما يحققه الإنسان الوطني قولاً وفعلاً من تقدم حضاري لوطنه الحر والمستقل.
وربما يختلف الناس في تعريفهم لمفاهيم الانتماء والولاء الوطني ولكنهم يتفقون دائماً على ضرورة وجود وطن حر ومستقل تتجه إليه وتتعلق به قيم ومثل ومبادئ الولاء والانتماء. ومن هذا المنطلق, فالتعبير عن الانتماء والولاء للوطن يتمثل دائماً في الحفاظ على أمنه القومي وعلى شموليته وعلى تماسكه الاجتماعي فالانتماء والولاء للوطن الكويت تكرسان غالبية الوقت في حمايته والحفاظ عليه من التأثيرات السلبية والمدمرة لبعض الأجندات الفكرية التفريقية, كرامة وطن هي أن يشعر عضو المجتمع بأنه يستطيع التعبير عن إنتمائه وولائه لوطنه بشكل متساو مع المواطنين الآخرين, وهذا هو ما يتحقق قولاً وفعلاً في وطني الكويت. فلعل وعسى.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق