مع بداية الجلسات الأولى للمجلس الحالي، ومن خلال تعامل اعضائه مع الحكومة، استطاعت المعارضة السابقة كسب ثلاث نقاط، وهي خارج البرلمان:
ـ الاولى، عقد جلسة «الانفلات الأمني» سرية جعلت الناس يترحمون على المجلس المبطل السابق، الذي وضع حدّاً للجلسات السرية، وجعل للمواطنين الحق المطلق في متابعة كل الجلسات بالعلن، ليروا أداء نوابهم وتعاملهم مع الحكومة. أما في المجلس الحالي، فلا احد عرف ماذا جرى في جلسة تمت خلف الأبواب المغلقة، خاصة بعد خروج النائب فيصل الدويسان وتصريحه عن مجريات الجلسة، وكذلك بعض النواب الآخرين.
ـ الثانية، لغة الحوار «غير الديموقراطي» الذي تم بين بعض اعضاء المجلس و«المهاوش» في الجلسة العلنية أعاد الى الذاكرة لغة الحوار السابقة، التي كان المواطنون ينتقدونها في المجلسين السابقين، وبعودتها نكون «لا طبنا ولا غدا الشر»!
ـ الثالثة، التهديد المبكّر باستجواب الوزراء، وهي السلبية نفسها التي كانت في المجلسين السابقين، حيث تسارع النواب الى استجواب الوزراء بشكل «هستيري»!
المجلس الحالي لم يعقد الا جلسات قليلة اقل من عدد اصابع اليدين، فكيف يتقدّم البعض باستجوابات سريعة، مع ان المفترض ان يعطوا الوزراء بضعة أشهر، كي يثبتوا للمواطنين انهم تدرجوا معهم في المحاسبة.
هذه النقاط الثلاث، التي كان المواطنون يرون بعض سلبيات المجلسين السابقين، ها هي تتكرر في المجلس الحالي، و«كأنك يا بوزيد ما غزيت». هذا التشابه في الاداء السياسي لبعض نواب المجالس الأخيرة، يوضح ان اسلوب المعارضة والموالاة اسلوب واحد، لا فرق بينهما، وبالتالي فإن عودة المعارضة مع الجلسات العلنية قد تكون نقطة تصب في مصلحتهم.
وهنا، علينا عدم الاستعجال – نحن ايضا – كي نعطي للمجلس الحالي بضعة اشهر، لنحكم على اداء نوابه، وبعدها يمكننا الحكم بطريقة افضل، مع ان المثل الكويتي يقول «الرمح من أول ركزة».
د. عبدالمحسن يوسف جمال
ajamal2@hotmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق