أحداث الشغب وافتعال الفوضى من قبل الشباب وكذلك المظاهر المؤلمة للخناقات في الاماكن العامة وقيادة المركبات برعونة، اضافة الى الاستهتار وعدم احترام القانون عطفا على تصاعد ادمان المخدرات والكحول والارهاب وانعدام الشعور بالمسؤولية الوظيفية.
كل هذا يؤكد ان هناك خطأ فادحاً وقع فيه المجتمع الكويتي ليصل الى هذه النتيجة المزرية على حساب ارواح ومستقبل الشباب من ابنائه.
فأغلب المشاكل التي نراها ناتجة عن تصرفات شبابنا.
ولكي نكون منصفين فان تحميل الشباب مسؤولية ما يقوم به من فوضى وشغب لا يمكن ان نفصله عن التعاطف مع هؤلاء الشباب الذين قادتهم ظروف البلد ونمطية الحياة الى هذا الطريق المؤذي.
أولاً لابد من الاعتراف بأن سطوة واستبداد الفكر والتيار الديني على الساحة الاجتماعية والسياسية في الكويت، قد ادى لحرمان الشباب من مراكز التأهيل الفني والثقافي والمهني ومن مجالات المرح والتنفيس النفسي، فقد تم توجيه واحتواء الشباب في حلقات الذكر وتجمعات التدين السياسي او التطرف.
ومن ظل خارج الفخ الديني وجد نفسه يسير في دروب الفراغ ليمارس الفوضوية والاعتداء في ظل عدم توفر مجالات تمضية الوقت فيما هو ممتع أو نافع.
التيار الديني والفكر الديني الذي طغى على المجتمع الكويتي لم يكتف بإرجاع الكويت عن مسيرتها التنويرية ومراكزها المتقدمة في الفنون والثقافة والرياضة، وانما فشل في حماية المجتمع من التطرف والرذيلة والمخدرات حتى اصبحنا من أكبر مراكز التوزيع لها.
الخطاب الديني فشل في تقويم المجتمع، بل لقد دفع بالمجتمع نحو التطرف والتمادي في انواع الجرائم وسوء الخلق.
ولعل اخطر ما يواجه شبابنا في ظل انعدام وسائل الترفيه والتأهيل هو انشغاله بالشأن السياسي تحت تأثير مانشيتات الصحف وزعيق بعض الحناجر.
لذلك اصبحنا نرى حتى المراهقين والاطفال في مسيرات تطالب بتعديلات دستورية أو انتخابية!!
ولعل من المؤسف ان الحكومة الكويتية ورغم محدودية عدد وزرائها الذين لا يمكن ان يزيدوا عن ثلث اعضاء مجلس الامة الخمسين، قد تفتقت ذهنيتها عن انشاء وزارة لشؤون مجلس الامة ولم تفكر في وزارة للشباب الذي هو اهم من مجلس الامة ونوابه.
اليوم وبعد تصاعد استغلال الشباب في مسيرات الحناجر وحروب الساسة بالاجندات الخارجية، افاقت حكومة الكويت وانشأت لجنة دائمة لشؤون الشباب وضعتها تحت مسؤولية معالي وزير الاعلام الشيخ سلمان الحمود مع اربعة وزراء.
والشيخ سلمان له تاريخ مشرف ومشجع في الشأن الرياضي الذي هو من صلب اهتمامات الشباب، ونظن ان معاليه ربما سيحقق تقدماً ملحوظاً في المجال الرياضي.
ولكن الشأن الشبابي اكبر من الرياضة واكثر تشعباً، فشبابنا يحتاج إلى مراكز تثقيف وتدريب على الفنون بانواعها وعلى التكنولوجيا بفروعها. شبابنا يحتاج إلى انشطة قريبة منه يمضي فيها وقته بما ينتفع منه.
كما ان حاجة الشباب للترويح والترفيه والامتاع لا تقل عن حاجته للتأهيل والتدريب وحاجته لممارسة انواع الرياضة من كرة القدم إلى استعراض قيادة السيارات بوحشية في اماكن تخصص لذلك.
مشكلتنا كانت في حصر اهتمامات الشباب بالرياضة فقط، لذلك فاننا نتمنى ان نرى مع برنامج الحكومة المنتظر تصوراً لما تفكر فيه هذه اللجنة.
من جانب آخر ولتشعب احتياجات الشباب وتنوعها، فان الاوجب والاوجه هو انشاء وزارة خاصة بالشباب. ولأجل هذه الغاية ربما كان من الأجدر الغاء وزارة مجلس الامة الهلامية وإنشاء وزارة للشباب مكانها.
نريد من الدولة ان ترعى الشباب ولا تتركهم لتحكم التيارات السياسية بعدما تركتهم للتيارات الدينية فأضاعوهم.
أعزاءنا
نواب الكوبة تبرأوا من فوضوية وشغب الشباب واستنكروها!!. مع ان هذا الشباب ما خرج للشارع لولا دعوة هؤلاء النواب للتظاهر دون ترخيص.
وما حمس الشباب واهاج صرعتهم سوى هتافات نواب الكوبة بـ «لن نسمح لك».. فاشعروا الشباب انهم فوق القانون وفوق الدولة لينجروا في اعمال الشغب وقطع الطريق.
وعيب على وزارة الداخلية أن تلقي القبض على هذا الشباب الذي حقنوا دماءه ودماغه بالشحن والتحريض ثم يترك المحرضون طلقاء ينامون في فرشهم الدافئة!!
اضربوا على رؤوس المحرضين من نواب الكوبة ليعي الشباب حقيقة الخطر الذي يدفعونهم لارتكابه.
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق