اختيار وزير الاعلام ووزير الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح لوزير الاعلام الاسبق والاعلامي العريق والعتيق والمحترف السيد محمد ناصر السنعوسي مستشارا له في وزارة الاعلام ولا سيما في شؤون التلفزيون هو ضربة معلم واختيار في مكانه الصحيح.
ولا اعتقد ان السيد السنعوسي قد قبل المنصب كوجاهي أو لملء الفراغ أو طمعا في المكافأة الشهرية المجزية، فكل ذلك لا اظن قد طاف على باله وهو يقبل دعوة الوزير، وانما من المؤكد ان السنعوسي ما زال عنده الشيء الكثير الذي يمكن ان يقدمه للاعلام وخاصة للتلفزيون الكويتي الذي تراجع عدد مشاهديه وسط مئات القنوات التلفزيونية العربية الحكومية والخاصة المبثوثة عبر الفضاء المفتوح، هذا اذا كان ما زال السنعوسي يتمتع بصحته ومزاجه وحيويته المعهودة مع تقدمه بالعمر، واخال ما زال السنعوسي هو السنعوسي الاعلامي والفنان والشخصية المثيرة للجدل والكاريزما الطاغية..
لا ازعم انني من المشاهدين الدائمين للتلفزيون الكويتي، بل لا ازعم انني من مشاهدي التلفزيون بصفة مطلقة، وانما مشاهداتي للتلفزيون عرضية وبالمناسبات أو في اثناء وقوع الاحداث الساخنة والمهمة، الا ان ذلك قطعا لا يعني انقطاعنا عن متابعة انشطة التلفزيون الكويتي، والمادة المنتجة التي تقدم على شاشاته عبر قنواته المختلفة..
قبل يومين خرج علينا وزير الاعلام السابق الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح بمفاجأة صادمة وهو قوله ان في تلفزيون الكويت (3500) موظف عمالة زائدة، فتصوروا اذا كان هذا العدد الضخم من الموظفين عمالة زائدة بلا عمل بلا مجهود في مقابل الراتب المجزي الذي يتقاضاه كل هؤلاء في نهاية كل شهر ميلادي، فتصوروا كيف يُدار العمل في التلفزيون..؟!!
الاعلام لم يكن قلما مذهبا يوضع في الجيب العلوي، ولا ميكروفونا يثبت على طاولة أو آلات تصوير تصور، أو شهادة علمية تثبت ان حاملها خريج اعلام، وانما الاعلام قبل هذا وذاك موهبة وفن ورغبة وابداع وجرأة وجموح، فالكثيرون من الاعلاميين العاملين في الحقول الاعلامية المختلفة ناجحون ويحظون بجماهيرية واسعة الا انهم ليسوا خريجي اعلام، ومشكلة الاعلام الكويتي ومشكلة التلفزيون الكويتي ومشكلة الاذاعة الكويتية ان هناك خلطا بين «الخيار وفقوس» كما يقول اخواننا المصريون..!!
عندما تسلم السنعوسي حقيبة الاعلام وزيرا حاول ان يصحح الاوضاع المقلوبة وتنظيف الاعلام من الدخلاء لكنه حورب فاضطر الى الاستقالة، لكنني اعتقد ان فرصته الآن وهو في منصب المستشارية اقوى، فالعمل في الظل يتيح له ان يعمل وينفذ افكاره وخططه التصحيحية بعيدا عن الضغوط السياسية، واعتقد ان السنعوسي لن يقبل ان يكون مجرد مستشار وحسب وانما تنفيذي وصاحب قرار، سيما ان الوزير غير متفرغ للاعلام كونه وزيرا للشباب ايضا والذي اعتقد ويفترض ان يركز كل جهوده في هذه الوزارة الوليدة التي من اولى مهامها ومسؤولياتها العناية بالشباب ومتابعة احتياجاتهم ورعاية مواهبهم في المجالات الشبابية المختلفة من رياضية وثقافية وفنية وعلمية، ان الشباب الذين يشكلون نحو (%60) من المواطنين الكويتيين، هذا بخلاف الوافدين والمقيمين لا شك يحتاجون من وزارة الشباب ومن الوزير شخصيا جهودا مضاعفة، فالشباب يعاني من الفراغ ويعاني من قلة المرافق الشبابية كالاندية الرياضية والمراكز الثقافية والفنية والمرافق الترويحية فبعد الاربعة عشر ناديا رياضيا لم تشهد البلاد تأسيس ناد رياضي جديد منذ الستينيات من القرن الماضي، فكيف تريدون من الشباب ان يبدع وينتج ويملأ اوقات الفراغ فيما تسد كل الابواب الاعتيادية والضرورية في وجهه..؟!!
لذلك، اتصور ان على الوزير الشيخ سلمان الحمود وهو الرياضي الناجح ان يصب كل جهوده على وزارة الشباب ويمنح للسيد السنعوسي ادارة شؤون الاعلام ما دام اختاره مستشارا، فالسنعوسي الرجل المناسب الذي اختير للمكان المناسب وقد قيل اعط القوس باريها..
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق