تراهن الأمم في العالم على شبابها وقدرتهم على مواصلة المسيرة واستمرار العطاء. ويعتبر الشباب في جميع الدول الشريحة الأكبر بين السكان.
والكويت لا تخلو من هذه الحالة، لذا نجد الجميع يراهنون على كسب هذه الشريحة، ويعتبر الجميع أيضاً انهم يمثلون الشباب.
من أهم الأمور التي يجب ان تولى عناية قصوى تعليم الشباب دستورهم وقوانين البلد وقدراتهم الذاتية، وكيفية التعامل السياسي مع الواقع الدولي.
فالفهم السياسي والقانوني مهم لأي تحرك سياسي، وبالأخص التحرك الشبابي، حيث نجد الكثير منهم يتجاوب مع بعض الحركات السياسية وان تجاوزت مبادئ الدستور والأطر القانونية العامة، لذا فإن مسؤولية المجتمع توضيح ذلك لشريحة الشباب بدءاً بالمدارس والجامعات واستمراراً بالندوات والمحاضرات العامة.
فالنشاط والاندفاع اللذان يملكهما الشباب قد يستغلان أحيانا كثيرة لتحقيق اجندات بعض السياسيين دون هوادة، خاصة إذا كان الشباب غير مدركين للقوانين العامة التي تنظم أي حراك سياسي، أو غير مستوعبين للابعاد الدستورية التي تشكل النظام السياسي العام للدولة.
ويلجأ كثير من السياسيين الى التلاعب ببعض المصطلحات والعبارات التي تدغدغ عواطف الفئات الشابة، وتستغل بعض الأخطاء في المجتمع لتجندهم ليكونوا واجهة الحراك السياسي في أي مجتمع، ثم تتم الاستفادة من حركتهم السياسية والاجتماعية لتحقيق مصالح هذه الفئة السياسية أو تلك.
الحراك السياسي الشبابي يجب أن يرادفه حراك إعلامي سياسي ودستوري متواصل، وحوار مع فئات الشباب المختلفة ليعي الشباب دورهم الريادي في المجتمع وليكون حراكهم نابعاً من ذاتهم وقناعتهم وفهمهم للواقع المحلي والدولي، وليس من اندفاع وردة فعل لأوضاع خاطئة، لأن الخوف من ذلك ان تعالج أعمال شبابنا بتصرفات خاطئة أيضاً فيكون الشباب هم ضحيتها دون إدراك منهم أو حذر.
وهنا تكون مسؤولية المجتمع كله للحفاظ على هذه الشريحة الغالية والمهمة في إبراز دورها وتوضيح مسؤوليتها من خلال الإعلام الرسمي والخاص.
د. عبدالمحسن يوسف جمال
ajamal2@hotmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق