اقام مهرجان القرين الثقافي في دورته ال19 هنا الليلة ندوة فنية سلط خلالها الضوء على مسيرة الفنان التشكيلي الراحل صفوان الأيوبي والمراحل التي مرت بها تجربته التشكيلية حتى وفاته في عام 2002 .
وشارك في الندوة الدكتور في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب عيسى الحداد والاعلامي ابراهيم المليفي والكاتب في مجال الفن التشكيلي خالد عبدالمغني بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس على اليوحة وعدد من عائلة الفنان.
واستهل الدكتور عيسى الحداد الذي كان صديقا للفنان الراحل الأيوبي الندوة بسرد وقائع وحقائق عن حياة الايوبي التي بدأت في 1945 حتى وفاته عام 2002 بعد معاناة من المرض الذي لم يبعده عن ممارسة الفن التشكيلي.
واشار الى دراسة الفنان الراحل بأكاديمية الفنون الجميلة في روما أوائل سبعينيات القرن الماضي حيث يعد من أوائل الكويتيين الذين درسوا في ايطاليا واثر تلك التجربة باحداث نقلة نوعية لحياته الفنية واسلوبه في التعامل مع التشكيل.
وقال الدكتور الحداد ان الفنان الأيوبي كان يرسم قبل دراسته في روما البيئات والمناظر الطبيعية الواقعية كمعظم الفنانين ليتجه الى السريالية بعد دراسته التي اثمرت عن أول معرض شخصي له في روما عام 1975.
واضاف ان المعرض حظي بالاهتمام الخاص من الجمهور الايطالي الذي كان يتطلع لمشاهدة أعمال اختلطت بالمشاهد الإيطالية والإرث الشرقي وهي احد مكونات الفن التشكيلي للراحل الأيوبي.
من جانبه اشار الاعلامي ابراهيم المليفي في حديثه عن الفنان الراحل الى ابتعاد الأيوبي عن الفن لحوالي العقدين من الزمن بعد مشاركته في معرض جماعي اقيم هنا عام 1976 نتيجة لضعف الإقبال الرسمي والشعبي على المعرض بالنسبة الى ما حظي به معرضه في روما.
وذكر ان الفنان الأيوبي عاد ليقدم معرضا شخصيا محليا في قاعة بوشهري للفنون عام 1995 بعد التشجيع والالحاح من قبل اطراف كثيرة خصوصا انه كان يشارك في المعارض الجماعية خارج الكويت مبينا ان المعرض حظي بنجاح كبير شجعه على الاستمرار في المشاركة وهيأ له فرصة الفوز بعدة جوائز لاحقا.
وتناول المليفي فترة مرض الفنان واثرها على مسيرته الفنية حيث دفعه ثقل حركته وافتقاده القدرة على الوقوف طويلا والتحكم بأطرافه بصورة فعالة الى تكييف خبرته والتوجه نحو رسم اللوحات والتجارب الفنية الجديدة ودخول عالم فن مادة الأكريليك بعد ان كان يرسم بالألوان الزيتية.
ومن جهته شرح الكاتب في الفن التشكيلي خالد العبدالمغني الاساليب الفنية التي استخدمها الفنان الراحل صفوان الأيوبي حيث بدأ بالواقعية في بدايات تجاربه مع الرسم ليتجه الى السريالية المدمجة بالواقعية بعد دراسته في روما ليعود للواقعية بعد معرضه الجماعي عام 1976.
واشار الى توجه الايوبي الى التجريد “الذي يعتمد على المساحات اللونية مع التمايز في التضاد اللوني والجرأة في التكوين” بعد عودته للمشاركة في المعارض الفنية بعد انقطاع طويل.
واقتبس العبدالمغني احد تصريحات الأيوبي الذي قال فيه “انني أنظر الى اللون كما هو في الطبيعة وما يرمز اليه من معنى وقد اتجهت الى التجريد ليس هربا من الواقع لكني وجدت فيه مجالا أوسع للابداع الفكري والفني وتوسيعا للمدارك اللانهائية والغوص في بحر من التجارب الفنية ومحاولة معرفة المزيد من اسرار الفن اللامتناهي”.
قم بكتابة اول تعليق