ليس هناك أسهل من تحميل الحكومة وربما الآخرين مسؤولية فشلك وعجزك عن تطوير واقعك، فلو نظرت إلى طالب فاشل في دراسته فلن يقول لك إنه هو الفاشل، بل سيقول البلاء كل البلاء في مثلث وزير التربية الأسبق رحمه الله د. أحمد الربعي، وعندما تصادف موظفا فاشلا سيقول لك إن المشكلة تكمن في قانون الخدمة المدنية وليس في أدائه .
يمكن إسقاط كل تلك المشكلات التي نواجهها على الآخرين لنتبرأ من المسؤولية، سواء أكان ذلك الآخر حكومة أو تاجرا أو دولة أخرى، لكن بكل تأكيد نحن سنكون أفضل حالا ومنتجين لو حللنا مشكلة الحكومة ومشكلة ذلك التاجر ومشكلة تلك الدولة، وتبقى القضية كما هي تراوح وبعضنا يصدق ما يروجه، وتبدأ المشكلة الأكبر عندما يتحول ذلك الوهم إلى يقين بأن المشكلة في الآخرين وليس فينا كشعب!
عندما يطالب المواطن بتطبيق القانون على الجميع دون استثناء وهو يرفض التواجد في مقر عمله تحت مبررات شتى، فهو بالتأكيد مواطن فاشل يصدر فشله إلى الآخرين، وعندما يطالب مواطن بتطبيق القانون ويشارك في المسيرات، وهو في الوقت نفسه يجلب العمالة الوهمية إلى بلده، ليتكسب من ورائها هو مواطن فاشل، ولا ينبغي لنا أن نصفه بغير هذا الوصف.
عندما تصمت الحكومة عن المواطن الذي يتهرب من دوامه دون مبرر حقيقي، ويقضي جل وقته في «التويتر» على حساب حاجة المواطنين الآخرين فهي حكومة فاشلة بالتأكيد، ولا تستحق أن تدير بلدا، وعندما تصمت حكومة عن ملفات تضخمت في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالعمالة الوهمية والاتجار بالبشر فهي حكومة فاشلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولا بد أن ترحل حتى تأتي حكومة غيرها تحرص على البلد كما يجب.
عندما يتهم وزير سابق الحكومة بأنها تنهب المال العام وتحوله إلى خارج البلاد، لأن الأسرة الحاكمة تعرف أن البلد سينتهي في مرحلة معينة وتريد أن تؤمن نفسها وتصمت دهرا، ثم تكلف وزير المالية مصطفى الشمالي للرد عليه، فهي حكومة فاشلة بكل تأكيد ولا تستحق أن تبقى لتدير بلدا.
عندما يكون لدينا مواطن فاشل وحكومة فاشلة فهناك كارثة تحيط بنا من كل اتجاه ولا يمكن التخلص من تلك الكارثة إلا من خلال إعادة تأهيل المواطن بثورة ثقافية شبيهة بتلك التي قادها ماوتسي تونغ في الصين، وأيضا من خلال تسليم الحكومة إلى صناديق الاقتراع تفرز لنا الأفضل بعدما تكون الثورة الثقافية آتت أكلها كما يجب.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق