لو عدنا الى الاتهامات التي وجهها النائب مسلم البراك وما زال، بكل ما تحمله كلمة اتهامات من قسوة وهدر للكرامات، والتشكيك في الذمم والأمانة الى السيد بدر السبيعي، وأسلوب الهجوم واختلاف الرأي عندما تستغل السلطة وقوة الصوت في الحط من كرامات الناس.. لثبت لنا يوما بعد يوم أن الحال التي وصلنا إليها في الكويت، وخصوصا في مجلس الأمة خرجت عن نطاق السيطرة، وبدأت تفلت بشكل يدعو للحزن والأسى على حالنا.
يسوؤنا جدا أن تتهم شخصيات كويتية مخلصة، أبدت وتبدي دائما استعدادها لمواجهة القضاء إذا كانت هناك اتهامات حقيقية ضدها.. في الوقت الذي يتمترس فيه النائب خلف حصانته، ويبدأ تحقيره واتهاماته التي قد لا تستند إلى حقائق ثابتة.
بالصدفة تابعت لقاء في تلفزيون «الراي»، وشدني الأسلوب الراقي والأخلاق العالية التي بدت واضحة في الحوار مع السيد بدر السبيعي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في الشركة الكويتية للاستثمار.. وشدني أكثر إصرار وترديد السيد السبيعي، لأكثر من مرة، دعوة النائب مسلم البراك لتحويل الموضوع للنيابة العامة للتحقيق في كل الاتهامات والتشكيك الذي يبديه النائب مسلم البراك ضده منذ عام 2007.. وهذا في حد ذاته كاف ليتوقف النائب مسلم وغيره من النواب الذين استسهلوا الطعن في الكرامات والإساءة إلى سمعة الآخرين لأسباب غير واضحة، وقد تكون أجندات أبعد ما تكون عن مصلحة الوطن.
لا يُعقل أن يكون رجال الكويت المخلصون ضحايا سلطة من هم في مواقع تعفيهم من المساءلات، والذين يصرحون بتصريحات تخرج عن الأطر القانونية والدستورية، التي من شأنها التأثير في سمعة شركة كويتية مشهود لها بالنجاح منذ إنشائها.. لمجرد أنهم نواب في مجلس الامة.
سرقة المال العام.. استباحة المال العام.. استغلال.. تنفيع.. سرقة.. اتهامات قاسية جدا بحق من لم تثبت بحقه اي من هذه التهم.. ولا يحق لمسلم البراك أو غيره إطلاق هذه الاتهامات بحق أي إنسان كان، إلا إذا ثبتت التهم عليهم.
التهم نفسها والاتهامات نفسها والنية نفسها موجودة عند النائب البراك، ما زالت مستمرة منذ عام 2007 وفق ما قال السيد السبيعي في ذلك اللقاء.. هل يعقل ذلك؟ ولم يتخذ المسلم اي اجراء قانوني ليضع حدا للهدر في الوقت والجهد له ولغيره، في ظل استمرار إهانة ومسّ كرامات الناس من دون دليل ملموس.
الى اليوم لم يحل البراك الموضوع إلى القضاء، ولم يقدم الأوراق التي يلوح بها كل يوم ليستند اليها في اتهاماته.. وظل الموضوع عنده (أي البراك) لا يتعدى اتهامات في اتهامات.. وليس اي اتهامات بل اتهامات قاسية وعنيفة لا يرضاها اي انسان مهما وصلت عنده درجة الإخفاق والتسيب، وحتى التقاعس.
لا يجوز لك أخ مسلم البراك أنت أو غيرك أن تتهموا وتسيئوا وتهدروا الكرامات، مستخدمين ألقاباً وتهماً نابية لا يرضاها كائن من كان، فما بالك من يعرف أنه بريء ويعلن مرارا وتكرارا انه مستعد للتوجه الى القضاء بعد ان فتح كل اوراقه وامد النائب البراك ومن له علاقة بالموضوع بكل الاوراق والوثائق اللازمة.. وفق ما قال السبيعي في ذلك اللقاء.
حتى كلمة السيد استكثرها الاخ البر اك عندما أعلن توصية لجنة المال العام التي يرأسها برفع كتاب لوقف عمل السيد بدر السبيعي.. علما أنه وطوال حديث «الراي» مع السيد السبيعي كانت كلمة السيد تسبق اسم مسلم البراك.
نحن في الكويت ـ وللأسف ـ تعوّدنا من النائب البراك وكثير من النواب الآخرين استخفافهم واستصغارهم لكل من يختلفون معهم في الرأي أو حتى من يقوم بجرم بحق هذا الوطن.. من دون أن يسأل كل هؤلاء أنفسهم: هل سيسمحون للآخرين بأن يسمعوهم التهم والتجريح والإهانات نفسها، مهما كان حجم الخطأ الذي يرتكبه هؤلاء النواب.. إذا كان الجواب نعم.. فأنا أسحب كل كلامي السابق في هذا المقال.
سؤال بسيط جدا جدا: هل ما يحصل عندنا اليوم هو حملة على ابناء الكويت لمخطط مرسوم بقصد أو من دون قصد؟.. «مو معقولة كل عيالنا سراق وقبيضة وفاشلون في ادارة اعمالهم، ومشكوك في نواياهم وسلوكياتهم ونظافة ذممهم.. ولا المقصود هو خنقهم حتى يفيض بهم الكيل ويستقيلوا من عملهم على كل المستويات».
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق