“أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ” (الحج 46).
أعتقد أن إستمرار البعض في بيئتنا المحلية في البحث عن المماحكة وسعيهم الحثيث إلى تحقيق بطولات زائفة على حساب المصلحة العامة ومشاركتهم في سجالات عقيمة كل هذا يعطل خطط التنمية ويعيق التطور في البلد. فعندما يستمر البعض القليل في إقتناص الفرص لبث التأزيم المفبرك في البيئة المحلية وعندما يستخدمون جهودهم الشخصية وأذهانهم وكل طاقتهم للدخول في صراعات مفبركة مع الشريك الآخر في الوطن فهذا السعي السلبي سيؤدي حتماً إلى زيادة القلق النفسي في المجتمع. وسيضع العراقيل والمعوقات وسيعطل مسيرة التقدم والتطور المجتمعي. فكيف يمكن أن تستمر الجهود الوطنية الصادقة ما دام يبدو ان ثمة بعض من يحاولون بأقصى جهودهم وضع العصي في الدواليب وتصيد الأخطاء ومحاولة إفشال السعي الصادق إلى تنفيذ مشاريع التنمية البشرية والاقتصادية? البطولات الزائفة التي تتحقق على حساب المصلحة العامة ترسخ الأنانية والرجعية في المجتمع.
فمن يسعى إلى تحقيق بطولة زائفة ولو على حساب المصلحة العامة ويحاول رفع صيته بأي شكل من الأشكال ولو عن طريق التأزيم المتعمد لا يخدم نفسه بل يقدم نفسه لعامة الناس على أنه المتسبب الرئيس في تعطيل كل نشاط إيجابي في البلد. فإذا كانت الحالة العامة للمسيرة الانسانية في عالم اليوم هي التقدم للأمام, فالبحث إذاً عن التأزيم الفكري والمشاركة في سجالات عقيمة تضر ولا تنفع يعتبر جهداً رجعياً للغاية. والرجعية تشير في سياق التأزيم والمسيرات غير المرخصة والتظاهرات العبثية إلى كل مشاركة سلبية ترتكز على الشخصانية الأنانية بما سيؤدي إلى توتير الأوضاع المحلية. فمن يركز جل جهده على تحقيق مصالحه الضيقة على حساب مصلحة عامة الناس يعتبر شخصاً رجعي التفكير.
لقد مل كثير من الناس من التأزيم المتعمد لبيئتنا المحلية وذلك بسبب ترسيخ هذه التصرفات الأنانية لرجعية تفكيرية لا تتوافق مع ما يحدث في دول ومجتمعات أخرى معاصرة ربما لا تملك مقومات النجاحات نفسها الاقتصادية والثقافية التي نملكها في الكويت. فحين يتعمد البعض إستعمال طرق تفكير ماضوية ترتكز على تشجيع النعرات القبلية والطائفية أو الصراعات الطبقية ويستخدمونها بشكل يخدم مصالحهم الانتخابية, فالنتيجة الحتمية لهكذا نشاطات هي الرجعية بكل مضامينها وبكل نكهاتها وإنعكاساتها المدمرة. فلعل وعسى أن يتعظ البعض قبل فوات الأوان.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق