حسن عباس: استجوبوه

هذه الأيام لا يبتعد كلام النواب والحكومة أكثر من التوافق والحب والوئام والرومانسية الزايدة ومفردات الغرام والغزل المتبادل. كلهم يتحدثون بلسان التعاون واعجاب أحدهم بالاخر، ولا مسلسل تركي! كل هذا خوف من الفشل والبهذلة أمام المعارضة السياسية! لكن هل ذلك صحيح؟
اُترك كل شيء اخر وركّز على وضعنا الامني والكوميديانة «وزارة الداخلية»، ماذا ترى؟ ترى قمة الفوضى في كل شيء. عند هذه الوزارة ترى القتل والانفلات الامني على أشده. يكاد لا يمر عليك يوم إلا وتسمع قتل هنا وضحية عنف هناك ومش شعر بين البنات على مزيون بالقهوة وتحرش جنسي واعتداء على طفل وضرب بالسكاكين وحرائق في امغرة اسبوعيا وضرب رجال الامن وتكسير وتخريب معداتهم وممتلكات الدولة وجناسي توزع من وراء ظهر المجتمع وقتل وتعذيب في سجون المخافر، هذا غير ما يدور من خراب في المركزي وسجن الابعاد واضطهاد الفقراء الاجانب ممن لا ذنب لهم سوى مخالفة الاقامة (ابوي ما يقدر الا على امي)!
الوزارة مازالت تخطط ونحن على أعتاب الاربعة مليون نسمة! مازالت الوزارة تخطط كيف تعالج مشاكل المرور والزحام، تخطط والمدن الجديدة وناطحات السحاب صارت واقعا تستوعب عشرات الالاف!
وزارتنا أي كلام لان المنطق لا معنى له عندها، فهي تنزل بالهراوات وتضرب الناس مرة، ومرة أخرى وفي تجمع آخر تنزل لهم العصائر والمرطبات، مرة تهاجمهم بالغاز المسيل للدموع والمدرعات، ويوم آخر بالورود وحمل الاطفال امام عدسات الكاميرا؟!
فأفضل ما في وزارة الداخلية إدارتها الاعلامية. لو علي لرشحتهم مناديب تسويق عند وكالات السيارات بالري، بياعين كلام عالاخر. ومع كل هذه الفوضى الامنية الجارية، يأتينا وزير الداخلية ويؤكد على أنه لا انفلات أمني، وأن الوضع مطمئن ومستقر! إن أردتم يا نواب الاصلاح بداية المعالجة، فعليكم بوزير الداخلية، رأس الاصلاح من بعد رأسه!

hasabba@gmail.com
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.