“ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”(الأنفال 46 ).
أؤمن أننا ككويتيين في مركب واحد, وأن ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا واحد. ومن هذا المنطلق الوطني الأصيل, من يحاول ¯ بقصد أو من دون قصد ¯ تصيد الخلافات فيما بيننا ومحاسبة نوايا المواطنين وبث النزاعات المدمرة بينهم ربما يسعى بشكل أو بآخر الى تفريقنا وتشتيت كلمتنا. فمن يؤمن حقاً أننا جميعنا ككويتيين ننتمي إلى وطن واحد وإلى مجتمع واحد, وأن حاضرنا ومستقبلنا يتعلقان بمصير وطني واحد سيسعى بكل ما يستطيع من قوة لتكريس وحدتنا الوطنية. أما من يبدو يحاول التصيد في الماء العكر ويتخذ من التشكيك بنوايا الآخرين ديدنه فهو انه يتجاهل الحقيقة الكويتية التاريخية وهي اننا(كلنا في مركب واحد). بل أعتقد أن الحس الوطني الكويتي الأصيل يتمثل غالبية الوقت في مقدار مساهمة عضو المجتمع في تأصيل وتكريس المحبة والقربة والتراحم بيننا ككويتيين. ومن يؤمن أننا جميعنا ككويتيين في مركب واحد من المفروض أن يدرك أنه في هكذا سياقات وطنية متماسكة لا يجب السماح بنفاذ التباغض والكراهية المفبركة بين أبناء الوطن الواحد. فإذا تنازعنا فشلنا وذهبت ريحنا.
وكما أن المواطنة الحقة تتمثل في مساهمة عضو المجتمع في تطوير وتقدم بيئته الإنسانية فهي أيضاً تتجلى في المحافظة على النسيج الاجتماعي وحمايته من التفكك والتشتت, ومن المفروض أن يبتعد العقلاء والحكماء وذوو البصيرة عن بث التباغض والخصومة اللا مستحقة بين أبناء الكويت. فمن يحاول التأثير سلبياً على توافقنا ربما سيعرضنا بقصد أو من دون قصد لتلاطم أمواج هائجة في أوضاع إقليمية حساسة للغاية. فالمواطنة الهادفة في عالمنا المعاصر تتمثل في إبراز ما يشترك به أبناء المجتمع الواحد وتستند الى المساهمات الفردية والطوعية في إثراء التجارب الانسانية المشتركة عبر بث مزيد من التلاحم والمودة والتقارب بين المواطنين.
وكمواطن كويتي يحاول قدر ما يستطيع بذل جهوده الشخصية وطاقته المتواضعة في تكريس الوحدة الوطنية في بلدي, لا أتأثر كثيراً ببعض غث الحديث أو بعض المحاولات الأنانية والشخصانية لزرع أسافين الفرقة والتشتت في مجتمعي. فعلاقتي بمجتمعي الكويتي كمثل المواطنين الآخرين تتجلى في خدمتي لوطني والتزامي بواجبات ومسؤوليات المواطنة الصالحة التي يستحقها وطن لم يبخل علي بشيئ. فلا يؤثر في شخصياً القيل والقال أو المماحكات الشخصانية أو الأنانية والمزاجية أو التشكيك التافه علاقتي بوطني هي علاقة شديدة الخصوصية. والله المستعان.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق